للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على جماعة من الأمراء بتقادم ألوف وعلى جماعة منهم بأربعينات وعلى جماعة منهم بعشروات واستقر كل واحد فى منزلته.

[ثم دخلت سنة تسع وسبعون]

فمن الحوادث فيها: أن فى يوم الأحد فى العشرين من شهر صفر: عمل الأمير قرطاى الطارى وليمة فأهدى إليه الأمير أينبك البدرى هدية ومن جملتها ششش فى قراريت وعمل فيه بنجا فلما شرب منه الأمير قرطاى تبنج ورقد فعند ذلك ركب الأمير أينبك البدرى هو ومماليكه وطلع إلى الرملة ونزل السلطان إلى الإسطبل وجلس بالحراقة ودقت الكوسات حربى وقصد أينبك مسك قرطاى. فلما أفاق قرطاى من سكره اجتمع جماعة من الأمراء واشتوروا فى أمر أينبك ثم إن أينبك أرسل إلى قرطاى خنقه ورسم له أن يستقر نائب حلب فخرج قرطاى من نومه إلى سرياقوس ثم إن أينبك صار يمسك جماعة من الأمراء من كانوا من عصبة قرطاى. فلما كان يوم الثلاثاء ركب الأمير أقتمر الحنبلى نائب السلطنة ليستريحوا فى المطرية فأرسل إليه الأمير أينبك خلعة بأن يستقر نائب الشام ورسم له أن يتوجه من هناك إلى الشام فخرج من نومه فعند ذلك استقر الأمير أينبك البدرى أتابك العساكر وتصرف فى أمور المملكة فحسبما تختاره من ذلك وركز جماعة من مماليكه فى مدرسة السلطان حسن وفى الأشرفية التى فى السوة.

فلما كان يوم السبت سابع عشر ربيع الأول من السنة: جاءت الأخبار بان النواب خامروا جميعهم على السلطان وأظهروا العصيان: فجهز السلطان العساكر وخرج صحبتهم قاصدا نحو البلاد الشامية، فلما وصل إلى بلبيس فلم يشعر الناس إلا والسلطان قد رجع من هناك هو والأتابكى أينبك البدرى، وسبب ذلك أن الأمير قطلوقجاه أخو أينبك جاء فى جاليس العسكر الذى خرج من القاهرة فبلغه أن جماعة من المماليك السلطانية قصدهم مسكه، فهرب تحت الليل وجاء إلى أخيه أينبك وأعلمه بما جرى، فعند ذلك رجع الأتابكى أينبك من هناك ومعه السلطان. فلما كان يوم الاثنين ثالث ربيع الآخر ركب الأمير قطلقتمر العلائى والأمير الطنبغا السلطانى ومعهما جماعة من الأمراء فركب إليهم الأمير أينبك وقطلوقجاه أخوه وطلعا إلى الرملة ومعهما جماعة من الأمراء فاتقعوا معهم وقعة عظيمة فانكسر أينبك وهرب نحو كيمان مصر العتيقة فسجنه جماعة من المماليك السلطانية فلم يتبعوا له على أثر ثم فى أخر النهار وجدوا فرسه ولبسه عند قصر

<<  <   >  >>