للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمير بيدرا من العربان الذين جمعهم من البحيرة فلم يكن إلا ساعة يسيرة، وقد مسك الأمير بيدرا وانهزم من كان معه من الأمراء والمماليك ثم قتلوا الأمير يبدرا وشقوا بطنه وأخرج بعض المماليك والأشرفية كبده ولاكوا منه قطعة ثم خزوا رأسه وحملوه على رمح، وتوجهوا إلى القاهرة وطافوا برأس يبدرا فى القاهرة وهرب من كان من عصبة يبدرا وهم: الأمير لاجين وقراسنقر وغيرهما من الأمراء، ثم إن الأمير سنجر الشجاعى نادى أن المعادى لا يعدو بأحد من المماليك ولا من الأمراء من بر الجيزة والقاهرة.

فلما قتل يبدرا اتفق جماعة من الأمراء على سلطنة محمد بن قلاوون أخو الأشرف خليل وأن يكون الأمير كتبغا نائب السلطنة ومدبر المملكة هذا ما كان من أمر يبدرا.

وأما ما كان من أمر الأشرف خليل بعد قتله فأنه بقى مطروحا فى البرية ثلاثة أيام ولم يدفن حتى حمله والى تروجه أيدمر الفخرى على جمل من المكان الذى قتل فيه إلى القاهرة، فغسل وكفن ودفن فى تربته التى بناها بالقرب من السيدة نفيسة . وكان من مساوئ الأشرف خليل أنه فى أخر دولته نفى أولاد الملك الظاهر بيبرس البندقدارى إلى القسطنطينية وهما: سلامش وأخوه خضر فأقاما بها حتى مات سلامش هناك وقد تقدم ذلك وكان لهذا من الأشرف خليل غاية الفحش والقبح. وكانت مدة سلطنة الأشرف خليل بالديار المصرية ثلاث سنين وشهرين وأيام، ثم تولى من بعده أخوه محمد.

٩ - ذكر سلطنة الملك الناصر محمد بن قلاوون (١)

هو التاسع من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية تسلطن بعد قتلة أخيه الأشرف خليل فى رابع عشر المحرم سنة ثلاث وتسعين وستمائة وجلس على سرير الملك و- له من العمر تسع سنين ودخل فى العاشرة. وكان مولده فى سنة أربع وثمانين وستمائة، وأمه خوند أشلون بنت الأمير نكاى. ولما تم أمره فى السلطنة


(١) انظر المزيد فى: مورد اللطافة ٤٤، تاريخ ابن الوردى ٢/ ٣٤٠، فوات الوفيات ٢/ ٢٦٣، بدائع الزهور ١/ ١٢٩، الدرر الكامنة ٤/ ١٤٤، النجوم الزاهرة ٨/ ٤١ و ١١٥ ثم ٩/ ٣، تاريخ المماليك ٦٥ - ٩٥.

<<  <   >  >>