للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقنطر به الفرس وأرماه، فتفاءل الناس بعكسه وعدم نصرته. ثم جاءت الأخبار بأن جماعة من المماليك السلطانية هربوا تحت الليل وتوجهوا عند السلطان برقوق: هذا ما كان من أمر السلطان بعد خروجه من القاهرة. وأما ما كان من أمر الأمير صراى تمر نائب الغيبة فإنه سد أبواب القلعة ورسم بأخذ الخيول أولاد الناس المقيمين بالقاهرة حتى الخدام وصار يكبس الاسطبلات بسبب ذلك وحصل منه الضرر الشامل.

[ثم دخلت سنة اثنتا وتسعون وسبعمائة]

فيها: اضطربت الأحوال بالديار المصرية وقصد الأمراء يركبون على بعضهم عدة مرات.

ثم فى سابع عشر من المحرم: استقاص بين الناس بالقاهرة أن الظاهر برقوق قد انتصر على الملك المنصور أمير حاج ومسكه واحتوى على الخزائن وهرب منطاش، ثم بعد ذلك تغير الكلام، وقالوا إن برقوق انكسر وأن الملك المنصور هو الذى قد انتصر عليه وصار فى كل يوم يشيعوا خبرا جديدا، ثم وقعت فتنة بين مماليك برقوق الذين كانوا فى القاهرة وبين صراى تمر نائب الغيبة تحت الليل ونقبوا من سور القلعة نقبا وطلعوا إلى القلعة وأخرجوا من كان بها محبوسا فى الأبراج من حشداشينهم وكذلك من كان محبوسا فى خزانة شمايل.

فلما رأى ذلك نائب الغيبة هرب ونزل من سور الأسطبل السلطانى وتوجه تحت الليل إلى بيت الأمير قطلوبغا حاجب الحجاب فرأى مماليك برقوق، كبسوا على نائب الغيبة فلم يجدوه فنهبوا جميع قماشه وأخذوا الخيول التى كانت بالأسطبل السلطانى واستمر النهب عمال إلى باكر النهار.

وكان رأس الفتنة بطا الطولوتمرى، فلما جرى ذلك ركب بقية الأمراء الذين بالقاهرة وهم الأمير مقبل أمير سلاح والأمير صراى تمر نائب الغيبة والأمير قطلوبغا حاجب الحجاب وغير ذلك من الأمراء فطلعوا إلى الرملة. واتقعوا مع الأمير بطا ومن معه من المماليك الظاهرية فانكسر الأمراء وهربوا إلى مدرسة السلطان حسن، ثم إن المماليك الظاهرية ملكوا باب السلسلة والطبلخانات السلطانية وقد تحاربوا وصاروا نحو ألفين مملوك من الظاهرية والسيفية، ثم إنهم نهبوا بيوت الأمراء فى التجريدة. ثم إن الأمير بطا رسم لمحمد بن العادلى بأن يكون والى القاهرة، فنادى للناس بأن لكم الأمان والاطمئنان والدعاء للسلطان الملك الظاهر برقوق فضج الناس له بالدعاء وخطب له يوم الجمعة على المنابر بمصر وذلك كله من قبل أن يجئ من عند برقوق وخبره.

<<  <   >  >>