للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم إن السلطان نفق على العسكر نفقة كاملة حتى على الخدام والنقباء وغيرهم. ثم إن الأتابكى أيتمش حلف سائر الأمراء بأن يكونوا كلمة واحدة على فعل المعروف والنظر فى مصالح المسلمين. ثم بعد مدة حضر الأمير سودون الطيار الذى كان توجه إلى النواب كما تقدم فأخبر بأن تنم نائب الشام أجاب بالسمع والطاعة وأمر بأن يزين دمشق سبعة أيام لأجل تولية الملك الناصر فرج، فلما حضر سودون الطيار أخلع عليه واستقر أمير أخور كبير عوضا عن سودون قريب المقام الشريف.

ثم إن السلطان أخلع على القاضى سعد الدين بن غراب واستقر به وزيرا وأفرج عن يلبغا السالمى واستقر استادارا كما كان أولا.

وفى هذه السنة: جاءت الأخبار بأن ابن عثمان صاحب بلاد الروم تحرك وجمع العساكر ووصل إلى الابلستين. فلما بلغ الأتابكى أيتمش هذه الأخبار عقد مجلسا بالقصر الكبير وجمع القضاة الأربعة والخليفة وسائر الأمراء وضربوا مشورة فى أمر ابن عثمان فوقع الاتفاق على الخروج إليه وقباله.

ثم جاءت الأخبار بأن ابن عثمان لما وصل إلى الأبلستين ولم يشوش على أحد من الرعية ولم يأخذوا لهم شيئا يساوى درهما إلا ثمنه ووصفوا من عدله فى حق الرعية أشياء كثيرة.

ثم به رجع ابن عثمان إلى بلاده وبطل أمر التجريد.

[ثم دخلت سنة اثنتا وثمانمائة]

فيها: فى يوم الثلاثاء حادى عشر المحرم ركب السلطان الملك الناصر فرج ونزل من القلعة وزار قبر والده الملك الظاهر برقوق ودخل من باب النصر وشق القاهرة فى موكب عظيم فزينت له ومشى الأمراء قدامه حتى طلع القلعة فى ذلك الموكب العظيم.

وفى يوم الاثنين: تاسع عشر صفر: جاءت الأخبار بأن تنم نائب الشام أرسل مركبا يغزو دمياط، وقصد أن يأخذ الأمير نوروز الحافظى من السجن هو ومن هناك من الأمراء المسجونين، وقد اتفق نائب الشام ونائب طرابلس على المخامرة والعصيان.

وفى يوم الخميس سابع ربيع الأول: طلب السلطان الأتابكى أيتمش البجاسى فلما طلع إلى القلعة قال له السلطان أنا قد بلغت وقصدى لن أترشد، فقال الأتابكى أيتمش: السمع والطاعة، وطلب أمير المؤمنين والقضاة الأربعة. فلما كمل المجلس أدعى وكيل السلطان وهو المعز السعدى سعد الدين بن غراب على الأتابكى أيتمش وأقامت البينة بذلك فاعذر

<<  <   >  >>