للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثانى من جمادى الأول سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ودفن بالقرافة الصغرى تحت العارض بالجبل المقطم وإنما سمى بالفارض لأن والده شمس الدين محمد كان قد انفرد فى علم الفرائض وقسم الميراث فاشتهر بذلك.

[ذكر طرف يسيرة من غزوات الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر - وذلك على سبيل الاختصار]

قيل: لما استولى الفرنج على ثغر دمياط وملكوها وأسرفوا فى قتل من بها من المسلمين، فركب الملك الكامل محمد بعد أخذ مدينة دمياط بيومين ومن معه من العساكر وقد تكامل معه من العساكر أربعين ألف مقاتل، وأرسل الملك الكامل إلى البلاد يستحث الناس إلى الحضور لدفع العدو عن البلاد. وكتب إلى سائر الآفاق بسرعة الحضور، وأما الفرنج لما مثلوا ثغر دمياط حصنوا سورها وجعلوا الجامع كنيسة. فلما وصل الملك الكامل نزل قبالة طلخا على رأس بحر أسمور وبحر دمياط وهى التى يقال لها اليوم المنصورة، ونادى بالنفير عام فحضروا جماعة من العربان من الشرقية والغربية ومن نواحى الصعيد، فاجتمع هناك السواد الأعظم ما لا يحصى من الخلائق ووقع القتال هناك مع الفرنج فجرى بينهم من القتال ما يطول شرحه، فعند ذلك أيقن الفرنج بالهلاك وأرسلوا يطلبون من السلطان الأذن على أنهم يتركون مدينة دمياط ويرحلون عنها وأرسل ملك الفرنج يقول للسلطان نحن نرسل رهائن منا وأنتم أرسلوا رهائن منكم إلى أن يقع الصلح بيننا فأرسل ملك الفرنج عشرين ملكا من ملوك الفرنج إلى عند السلطان، وأرسل السلطان الملك الكامل ابنه نجم الدين الصالح مع جماعة من الأمراء إلى عند ملك الفرنج فعند ذلك سلم الفرنج مدينة دمياط إلى المسلمين، وأطلق كل من الفريقين، وكان عنده من الأسرى وكان يوم تسليمها يوما مشهودا لم يسمع بمثله، ثم إن الفرنج رحلوا عن دمياط. ولما كان الملك الكامل محمد فى مدة المحاصرة على دمياط كان عنده شخص من جندارية الوالى يقال له شمائل، وكان يمشى فى ركاب الملك الكامل، ويسبح فى البحر ويأتى للسلطان بأخبار الفرنج وما يجرى منهم فى كل يوم فحظى عند السلطان بذلك وقربه، فلما انتصر الملك الكامل على الفرنج جعل شمائل المذكور والى القاهرة وإليه ينسب خزائن شمائل وكانت عبارة عن سجن

<<  <   >  >>