للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروم وترك وأسكنهم فى الأبراج بقلعة الجبل وسماهم البرجية. وأما فتوحاته: فالمرقب وجبلة من بلاد الفرنج، وفتح طرابلس واللاذقية وجبيل. وأخذ من أولاد الملك الظاهر بيبرس الكرك والشوبك.

وأما ما أبطله من وجوه المظالم فى أيامه وهو زكاة الداوب وذلك أنه كان يؤخذ ممن له مال زكاته، فإذا مات الشخص أو عدم ماله يؤخذ من أولاده أو أقاربه أو ورثته. وأبطل ما كان يؤخذ من أهل مصر إذا حضر مبشر بفتح مدينة أو بنصرة عسكر أو نحو ذلك، فتؤخذ من الناس على قدر طبقاتهم، وكان يجمع من ذلك مالا كثيرا. وأبطل ما كان يجنى عند وفاء النيل من أهل مصر مما كان يعمل به شوى وحلوى وفاكهة برسم المقياس، فأبطل ذلك جميعه وجعل مصروفه من بيت المال. وكان قلاوون من أجلّ ملوك الترك قدرا. ولما مات تولى من بعده ابنه خليل.

٨ - ذكر سلطنة الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن الملك المنصور قلاوون الصالحى (١)

استقل بالمملكة بعد موت أبيه المنصور قلاوون وذلك فى يوم الأحد سادس ذى القعدة من سنة تسع وثمانين وستمائة، وهو الثامن من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وكان مولده فى سنة ست وستين وستمائة، فلما تسلطن استحلف له سائر الأمراء فحلفوا ثم ركب بشعار السلطنة من قلعة الجبل إلى الميدان الذى تحت القلعة وأخلع على سائر الأمراء والأعيان بالدولة كل واحد على قدر طبقته كما كان فى أيام أبيه، ثم أخلع على الأمير علم الدين سنجر الشجاعى واستقر به وزيرا على عادته، فباس له الأمراء الأرض جميعهم، وانصرفوا إلى منازلهم، فلما كان بعد يومين قبض السلطان على الأمير طرنطاى النائب، وكان فى خاطر الأشرف خليل منه من أيامه والده قلاوون، فلما تسلطن انتقم منه وقبض عليه. وكان صفة مسكه أنه أرسل خلفه بعد الظهر فطلع إليه، وهو آمن منه، فلما مثل بين يديه أحاطوا به وحملوه إلى الاعتقال على أحسن حال كما قيل.


(١) انظر المزيد فى: فوات الوفيات ١/ ١٥، تاريخ ابن الوردى ٢/ ٢٣٨، النجوم الزاهرة ٨/ ٣، السلوك ١/ ٧٥٦ - ٧٩٣، بدائع الزهور ١/ ١٢١، المماليك لوو ليم مور ٦٢.

<<  <   >  >>