للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٠ - ذكر سلطنة الملك المظفر أبو السعادات أحمد ابن الملك المؤيد شيخ المحمودى الظاهرى (١)

تسلطن بعد موت أبيه الملك المؤيد شيخ فى يوم الاثنين تاسع المحرم سنة أربع وعشرين وثمانمائة، وكان له من العمر لما تسلطن سنة وثمانية شهور وسبعة أيام، وأمه خوند سعادات بنت الأمير صرغتمش [الناصرى] وهو التاسع والعشرون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو الخامس من أولاد الجراكسة.

ولما تسلطن صار الأمير ططر أمير مجلس ومدبر المملكة ووصى على الملك المظفر أحمد، ولما بايعه الخليفة اشترط على ططر بأنه هو الذى يكون قائما بمصالح المسلمين وذلك لكون الأتابكى ألطنبغا القرمشى كان غائبا فى التجريدة هو وجماعة من أمراء فى البلاد الشامية،

فتعصب المماليك المؤيدية لابن أستاذهم وسلطنوه، وصار ططر فى يدهم مثل اللولب يديرونه كيف شاءوا، فصار ططر يرضيهم بالإقطاعات والوظائف السنية، فاستقر بالأمير على باى المؤيدى دوادارا كبيرا، وكان أمير عشرة، واستقر بالأمير تغرى بردى من قصروه أمير آخور كبير، وكان أمير عشرة وغيرهما وجماعة كثيرة من المؤيدية وأرضاهم بكل ما يختارونه. ثم جاءت الأخبار من البلاد الشامية بأن الأمير جقمق الأرغون شاوى نائب الشام خامر وخرج على الطاعة وكذلك يشبك المؤيدى نائب حلب وبقية النواب، ووقع فى البلاد الشامية فى تلك الأيام فتن وحروب عظيمة وانكسر الطنبغا القرمشى وهرب إلى نحو صرخد، ثم إن الأتابكى الطنبغا القرمشى تحايل وجمع عربان وعشير ورجع إلى دمشق وتحارب مع جقمق نائب الشام، فكسر جقمق وهرب وملك ألطنبغا القرمشى دمشق وقلعتها وحصنها، فلما بلغ الأمير ططر هذه الأخبار جرد وخرج من القاهرة وأخذ معه السلطان المظفر أحمد فى محفة معه المرضعة وأمه خوندة.

فلما وصل إلى دمشق خرج إليه الأتابكى ألطنبغا القرمشى وهو طايع وقبل الأرض للملك المظفر وهو فى المحفة، فلما استقر ططر فى دمشق قبض على ألطنبغا القرمشى وعلى جقمق الأرغون شاوى نائب الشام وقتلهما خنقا. ثم من بعد ذلك صفا للأمير ططر الوقت والتفت عليه بحشداشينه الظاهرية وأخذ فى أسباب مسك جماعة من المؤيدية، فقبض فى يوم


(١) انظر المزيد فى: بدائع الزهور ٢/ ١٠، الضوء اللامع ١/ ٣١٣.

<<  <   >  >>