للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثمان وتسعون وثمانمائة]

فيها: سافر المقر السيفى قانصوه من طراباى الشهير بخمسمائة إلى الحجاز الشريف فخرج من القاهرة فى نزل عظيم لم ير مثله فلما حج ورجع حصل للحجاج فى تلك السنة مشقة عظيمة وعطشة وموت جمال، فرجع الأمير قانصوه خمسمائة من الحجاز والناس غير راضية منه ولا أثنى أحد عليه جبرا فى تلك السنة واستمر الأمر مبنيا على السكون.

[إلى أن دخلت سنة تسعمائة]

فيها: وقع بين الأمير قانصوه خمسمائة وبين الأمير آقبردى الدوادار الكبير وتزايد الكلام بينهما وانتشبت الفتنة. فلما كان يوم الخميس مستهل ذى الحجة من أواخر سنة تسعمائة ركب الأمير قانصوه خمسمائة هو وحشداشينه الأمير قانصوه الألفى والأمير قانصوه الشامى وجماعة كبيرة من الأمراء والخاصكية فلبسوا آلة الحرب وتوجهوا إلى بيت الأتابكى أزبك فى الأزبكية واجتمع هناك جمع كثير من العسكر فلما بلغ السلطان ذلك خشى أن يتسع الأمر وتكثر الفتنة فنزل إلى باب السلسلة وجلس بالمقعد المطل على سوق الخيل ونادى كل من كان طايعا أمر السلطان يطلع إلى الرملة تحت السنجق السلطانى فاجتمع أعيان وخلق لا يحصى عددهم من العسكر وطلع إلى عند السلطان من الأمراء المقدمين الأمير تمراز الشمسى قريب المقام الشريف أمير سلاح والأمير بانى بك الجمالى أمير مجلس والأمير آقبردى الدوادار والأمير أزبك اليوسفى رأس نوبة النواب والأمير تانى قرا حاجب الحجاب وغيرهم من الأمراء المقدمين والعشروات والمماليك السلطانية فلما سمع من كان عند الأتابكى أزبك من العسكر بسحب من الأزبكية وطلع إلى الرملة ووقف تحت السنجق السلطانى، فأرسل السلطان أمير أزبك اليوسفى رأس نوبة النواب إلى الأتابكى أزبك أمير كبير فأخذه وطلع به إلى القلعة، فلما طلع الأتابكى أزبك إلى القلعة كاد المماليك الأجلاب أن يقطعوه بالسيوف لكون أن الأمير قانصوه خمسمائة كان صهر الأتابكى أزبك زوج ابنته، وقيل إن الأمير آقبردى الدوادار لما طلع الأتابكى أزبك إلى القلعة أغلظ عليه كلام ووبخه، فلما وقف بين يدى السلطان قال له: ادخل إلى البحرة شفعة عليه من المماليك الأجلاب. فلما بلغ الأمير قانصوه خمسمائة أن الأتابكى أزبك عوقوه فى القلعة فخرج هو وحشداشينه من الأزبكية واحتفوا وانفض ذلك الجمع ولم يقع بينهم قتال ثم فى أثناء ذلك اليوم مسك الأمير

<<  <   >  >>