للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطبلخانات وعشروات. ونفى منهم جماعة وسجن جماعة. ثم إن منطاش أفرج عن جماعة من الأمراء ممن كانوا بثغر الإسكندرية ودمياط وأنعم عليهم بتقادم ألوف وغير ذلك.

وفى أثناء هذه الواقعة جاءت الأخبار من الكرك بأن السلطان برقوق ملك قلعة الكرك وعصى بها وسبب ذلك أن منطاش أرسل شخصا من البريدية يسمى الشهاب البريدى، وكان له ترداد إلى الكرك وأرسل معه مراسيم سلطانية إلى نائب الكرك بقتل السلطان برقوق.

فلما حضر البريدى إلى الكرك أحس برقوق بالشر.

ترقب عيون الحى لأن لها … عينا عليك إذا ما نمت لم تنم

وكان حضور اليزيدى إلى الكرك فى تاسع شهر رمضان، وكان السلطان برقوق حين دخل إلى الكرك، وأقام بها فى قاعة النحاس، وكان لها شبابيك إلى ناحية الخليل ، فكان برقوق يقف فى كل يوم ساعة فى الشباك ويقول "يا خليل الله أنا فى حبسك، نجينى من منطاش" فقيل إن شخصا من الصلحاء رأى الخليل فى المنام وهو يقول له إن برقوق منصور ويعود إلى السلطنة.

فلما حضر الشهاب اليزيدى تنسم بذلك الحاج عبد الرحمن البابا الذى فى خدمة السلطان برقوق، وكان أصله من الكرك وله أقارب هناك. فلما أن اليزيدى جاء يقتل برقوقا فأنزلوه فى الطارمة التى فى قلعة الكرك، وكانت تلك الليلة نوبة أبى علوان السجّان، وكان من أقارب الحاج عبد الرحمن البابا وكان نائب الكرك فى كل ليلة من شهر رمضان يفطر عند السلطان برقوق فلما كانت تلك الليلة لم يحضر نائب الكرك كعادته فتخوف برقوق من ذلك وقال: ما أكل شيئا حتى يحضر النائب إلى عندى، ثم إن الحاج عبد الرحمن البابا وأقاربه دخلوا على الشهاب البريدى وقتلوه وقصدوا قتل نائب الكرك واستجار بالسلطان برقوق فأجاره من القتل، ثم إن برقوق ملك قلعة الكرك وسجن النائب بها، فتسامعت عربان الكرك بذلك فأحاطوا على برقوق فلما بلغ منطاش ذلك تقلق وعرض العساكر وغير تجريده إلى برقوق.

[فلما كان يوم الاثنين ثامن شوال]

فيه: أخلع السلطان الملك المنصور أمير حاج على من يذكر فيه من الأمراء وهو: الأمير تمربغا الأفضلى المدعو منطاش واستقر أتابك العساكر بمصر وأخلع على الأمير قطلوبغا واستقر أمير سلاح وأخلع على الأمير يمان تمر الأشرفى واستقر رأس نوبة

<<  <   >  >>