من الأمتعة وسدت أعين الماء خوفا من أن يفسدها الجراد وعظم أمره بحوران وعجلون حتى غلقت الأسواق وسلمت الطاقات والأبواب. وقيل حضر إلى صلاة الجمعة فملأ صحن الجامع وترامى على الخطيب وهو فوق المنبر حتى شغله عن الخطبة وخافت منه المدينة لكثرة ما قتل منه حتى صار من فى البلد يشمون الخل والقطران ليخفى ذلك الرائحة الكرهة وما يعلم جنود ربك إلا هو.
وفى هذه السنة: زاد ظلم والى القاهرة بكتمر الشريفى وجار على الناس فوقف جماعة من العوام تحت القلعة، وطلبوا من السلطان أن يسلم إليهم بكتمر الشريفى والى القاهرة وعلاء الدين بن كلبك شاد الدواوين فوقفوا تحت القلعة وهم يصيحون إلى بعد العصر، وصاروا يزحمون كل من طلع إلى القلعة أو نزل منها فرسم السلطان للأمراء والمماليك أن يركبوا على العوام فركبوا عليهم وقتلوا منهم جماعة كبيرة بالنشاب وبالسيف ومسكوا منهم جماعة وسجنوهم.
فلما أصبح الصباح أفرج السلطان عن المسجونين ونادى للعوام بالأمان والاطمئنان وعزل عنهم والى القاهرة بكتمر الشريفى وولى الأمير حسين الكورانى.
وفى هذه السنة: سافرت خوند أم السلطان الأشرف شعبان إلى الحجاز الشريف وخرجت من القاهرة فى محمل زايد وسافر صحبتها الأمير بشتاك العمرى الناصرى رأس نوبة النواب والأمير بهادر الحمالى.
[وفى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة]
فيها: رجعت خوند أم السلطان من الحجاز فى سادس عشر المحرم فخرج إليها السلطان وتلقاها من النويب وطلعت إلى القلعة وكان يوما مشهودا.
وفى هذه السنة: مات على الماردينى نائب السلطنة وكان دينا خيرا محبا للعدل، لين الجانب.