للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا فى سبيل الله ما خل بالثغر … على فرقة الإسلام من عصبة الكفر

أياها من الأفرنج سبعون مركبا … وحاطت بها الغربان فى البر والبحر

فكم من فقير عاش فيها من الغنى … وكم من غنى مات فيها من الفقر

وفى هذه السنة: خرج الأمير طيبغا الطويل أمير سلاح إلى نحو العباسة يتصيد فأرسل إليه الأمير يلبغا العمرى جماعة من الأمراء ومعهم خلعة إلى طيبغا الطويل بأن يستقر نائب الشام، فلما وصلوا إلى طيبغا امتنع من لبس الخلعة وخامر هو والأمراء الذين خرجوا إليه من عند يلبغا واتفقوا كلهم على الركوب على يلبغا. فلما سمع يلبغا بذلك استعد لقتالهم فركب طيبغا من العباسة فى نصف الليل، فما أصبح الصباح إلا وهو فى قبة النصر فخرج إليه يلبغا واتقع معه، وكان يلبغا قد أكمن كمينا عند فم وادى السدرة، فلما اتقع مع طيبغا الطويل خرج عليهم ذلك الكمين من وراء الجبل فانكسر طيبغا ومن معه الأمراء وقبضوا عليهم وأرسلهم يلبغا إلى السجن بثغر الإسكندرية.

[ثم دخلت سنة سبع وستون وسبعمائة]

فيها: أمر السلطان بإحضار منكلى بغا الشمسى نائب الشام فحضر إلى الأبواب الشريفة فأخلع عليه واستقر نائب حلب وصارت حلب أكبر من الشام على القاعدة القديمة وأضاف إليه أربعمائة فارس من عسكر دمشق فتوجه إلى حلب وأخلع عليه الأمير اقتمر عبد الغنى واستقر نائب دمشق عوضا عن منكلى بغا الشمسى فتوجه إليها.

وفيها فى مستهل ربيع الآخر: عدى السلطان الملك الأشرف شعبان إلى بر الجيزة ليتصيد نحو البحيرة. وكان الأتابكى يلبغا العمرى معه وبقية الأمراء، وكان السلطان أمر بعمارة مراكب أغربة كبار، وجعل فيها السلاح والطبلخانا والنفط وصار والمصون بها فى البحر ذهابا وإيابا وكان يوما مشهودا. ثم عدى السلطان وصار إلى أن وصل الطرانة فنزل هناك فوقع بين الأتابكى يلبغا ومماليكه فركبوا عليه هناك، وكان يلبغا قد زاد ظلمه فى حق مماليكه فضرب منهم جماعة بالمقارع وقطع أنف جماعة منهم فنفرت منه القلوب.

وكان يلبغا فى آخر الوقت زاد فى الأذى وكان السلطان معه مثل اللولب بدوره كيف شاهد أنه غضب يوما على مقدم المماليك سابق الدين مثعال فضربه ستمائة عقب فى وسط القصر، وكان يلبغا سيئ الخلق جرئ اليد سفاكا للدماء لما قتل جماعة كبيرة من

<<  <   >  >>