الأمير أقسنقر الفارقانى بالسلطنة بمصر ثم مسكه وسجنه ثم خنقه فى السجن فاستناب بعده الأمير كوندك فى نيابة السلطنة.
[ثم دخلت سنة سبع وسبعون وستمائة]
فيها: سافر الملك السعيد إلى البلاد الشامية لإصلاح البلاد، فخامر عليه جماعة من الأمراء وأقاموا بالمرج ولم يدخلوا إلى دمشق فأرسل إليهم الملك السعيد الأمير سنقر الأشقر فتلطف بهم، فأبوا الصلح فلما ردوا الجواب على السلطان بعدم الصلح، فركبت خوند والدة الملك السعيد إلى عند الأمراء فى المرج وكانت سافرت مع ابنها الملك السعيد إلى الشام، فلما توجهت إلى عند الأمراء وكانوا فى مكان يقال له الكسوة بالقرب من الشام فمشيت بينهم وبين ابنها فى الصلح فما قبلوا منها ذلك. فلما رأى الملك السعيد عين الغدر من الأمراء قصد التوجه إلى نحو الديار المصرية، وجد فى السير حتى دخل إلى مصر، فلما بلغ الأمراء الذين كانوا بمصر أن السلطان قد وصل وكان الأمير عز الدين الأفرم نائب القيمة بمصر ومعه من الأمراء، الأمير اقطوان العتاقى والأمير بليان الزرنقى فأمروا والى القاهرة بغلق أبواب القاهرة، وترك الأمير عز الدين أيبك الأفرم ومن معه من الأمراء الذين قدموا من الشام مع الملك السعيد، فلما قبضوا عليهم فتحوا أبواب المدينة ودخل الناس إلى بيوتهم.
وأما ما كان من أخبار الملك السعيد فأنه لما خرج من الشام وقد خامرت عليه الأمراء الجمع من بقى معه من الأمراء والعسكر، وجمع من العربان والعشيرة خلقا كثيرة، وانفق عليهم مالا جزيلا، فلما وصل إلى غزة انسحب منه أكثر العربان الذين كانوا معه، فلما وصل إلى بلبيس خامر عليه بقية العسكر الشامى ورجعوا صحبة نائبهم ولم يبق معه إلا بعض جماعة من المماليك والأمير سنقر الأشقر. فلما وصل إلى المطرية توجه إليه المماليك والأمراء الذين كانوا بمصر وقصدوا قتله فكان ذلك اليوم يوجد فى الجو ضباب عظيم، فستر الله الملك السعيد وطلع إلى القلعة من وراء الجبل الأحمر، فلما بلغ العسكر طلوعه إلى القلعة حاصروه وضيقوا عليه فأقام فى المحاصرة أياما فأرسل الخليفة الحاكم بأمر الله يقول للأمراء إيش قصدكم من هذا الأمر.؟ فقالوا: يخلع السلطان نفسه من الملك، ونزوحه إلى الكرك فأجابهم السلطان