(٢) هو أحمد بن المستضئ بأمر الله الحسن بن المستنجد أبو العباس الناصر لدين الله خليفة عباسى، بويع بالخلافة بعد موت أبيه سنة ٥٧٥ هـ وطالت أيامه حتى أنه لم يل الخلافة من بنى العباس أطول مدة منه، يوصف بالدهاء على ما فى أطواره من تقلب، فبينما هو مهتم بشئون قومه يطلق المكوس ويرفع عن الناس الضرائب، إذا به قد انقلب فانصرف إلى اللهو، وأعاد ما رفع ويقال إنه هو الذى كاتب التتر وأطمعهم فى البلاد لما كان بينه وبين خوارزم شاه من العداوة، أملا بأن يشغله بهم عن الزحف إلى العراق، وكان له اشتغال بالحديث، جمع كتابا فيه سماه" روح العارفين "واستمرت خلافته ٤٦ سنة و ١١ شهرا إلا يومين وذهبت إحدى عينيه فى آخر عمره وضعف بصر الثانية وفليج فبطلت حركته ثلاث سنين. انظر المزيد فى: الكامل ١١/ ١٧٣، ثم ١٢/ ١٦٨، المختصر المحتاج إليه ١٧٩، مستدركه ٣٤، تاريخ الخميس ٢/ ٣٦٦، النبراس ١٦٤، السلوك للمقريزى ١/ ٢١٧، مختصر تاريخ الدول ٤٢.