للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنهبوها وأخذوا ما فيها من الأموال والقماش وسبوا أهلها وقتلوا من بها، ثم دخلوا إلى دمشق وخلصوا قلعتها ونصبوا عليها المجانيق وأخربوا غالب البلد، ثم إن غازان رحل عن دمشق بعد أن خطب له على منابر دمشق وولى نيابتها إلى قفجق كما كان أولا وجعل عنده أميرا من أمرائه يقال له قطلوشاه بك ومعه جماعة من عسكره، هذا ما كان من أمر غازان ملك التتار. وأما ما كان من أمر السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون فأن السلطان لما انكسر العسكر توجه السلطان إلى نحو بعلبك وقد نهب بركه وبرك عسكره، ولم يبق لهم شئ من القماش ولا المال، فعند ذلك توجه السلطان من السواحل وقصد نحو الديار المصرية، فوصل إليها على حين غفلة من أهلها.

فلما استقر بمصر أنفق على العسكر وأعطاهم خيولا وسلاحا. وأما العسكر الشامى فرسم لكل واحد منهم بعشرة دنانير وعشرة أرادب شعير وقصد العود إلى البلاد الشامية.

فلما أراد الخروج إلى دمشق جاءت الأخبار برجوع غازان إلى بلاده. ثم إن السلطان عين الأمير سلار، نائب السلطنة والأمير بيبرس الجاشنكير أتابك العساكر ومعهم جماعة كثيرة من المماليك السلطانية وتوجهوا إلى دمشق، فلما وصلوا إليها خرج إليهم قفجق نائب دمشق وتلقاهم أحسن ملتقى ودخل تحت طاعة السلطان.

وقال: هذا ابن استاذى وما أنا عصى عليه، وأشار على الأمراء بالعود إلى مصر فعادوا، وكان قفجق هذا سببا للفتنة كما تقدم وهو الذى دعا غازان إلى المجئ إلى دمشق.

[نكتة لطيفة]

قيل إن الملك المنصور قلاوون أستاذ قفجق خرج يوما إلى الفضاء ومعه أخصاؤه من الأمراء فذبح هناك خروفا بيده وانشرح ذلك اليوم، فلما حضر ذلك الخروف الذى ذبحه بيده على نحو أن أكل منه السلطان الكتف ثم جرده من لحمه إلى أن أنفاه وتركه قليلا إلى أن جف ثم لوحه على النار قليلا ثم أخرجه ونظر إليه وأطال فيه التأمل ثم نقل عليه وألقاه من يده فسأله بعض الأمراء عن ذلك بعد أن سكن غضبه فقال هذا الصبى قفجق لا تخرجوه إلى البلاد الشامية بعدى فأنه يحصل منه

<<  <   >  >>