للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما كان يوم الثلاثاء رابع لشوال: حضر العسكر الذى خرج بسبب العرب فلم يظفروا بهم وزعموا أن العرب هربت من وجهتهم إلى الجبال.

ومن الحوادث فى هذا الشهر وهو شهر شوال: أن الأمير دولات باى الفلاح أحد الأمراء المقدمين خرج فى يوم الأربعاء إلى نحو الرصد ليلعب بالكرة فساق الفرس فانصدم مع شخص من الأمراء الذين كانوا معه، فوقع على حجر هناك فأغمى عليه فحملوه على قفص حمال من هناك وهو لا يعى وأتوا به إلى بيته فمات من وقته فنزل السلطان وصلى عليه، ثم توجه إلى بيت الأمير طراباى الدوادار الثانى فسلم عليه وكان منقطعا من حين خرج من العرب كما تقدم.

وفى يوم الخميس تاسع عشر شوال: خرج المحمل الشريف من القاهرة فى محمل زايد. وفى ذلك اليوم: جاءت الأخبار بأن الأمير طومان باى فى الوجه القبلى بسبب إصلاح البلاد فلما بلغه ذلك زحف على العرب من هناك زحفة هو والأمير جمال الدين بن الزرايرى كاشف الوجه القبلى فحاصروا عرب عزاله وكسروهم كسرة قوية ونهبوا أغنامهم وقتلوا منهم جماعة كثيرة وأحضروا إلى القاهرة نحو ستين رأسا من رءوس العرب الذين قتلوا فى هذه المعركة فطافوا بها فى القاهرة فى يوم خروج المحمل ثم علقوها على أبواب القاهرة.

فلما كان يوم الخميس رابع ذى القعدة من السنة المذكورة: دخل المقر السيفى طومان باى الدوادار الكبير إلى القاهرة فى موكب عظيم فطلع من الصليبة فى ذلك الموكب وكان من قدامه جماعة كثيرة ممن أسرهم من عرب غزاله وهم نحو ثلاثمائة إنسان ما بين رجال ونساء وصغار، فأما الرجال ففى جنازير وأما النساء والصغار ففى حبال وهم متبعوه وعلقوا فى رقاب النساء رؤوس من قتل من أزواجهن فى هذه المعركة، فلما طلع الأمير الدوادار إلى القلعة وعرض هؤلاء الأمراء الذين أسروا من عرب غزالة على السلطان فأمر بأن يسمروا الرجال ويشنكلوهم على أبواب القاهرة، وأمر بأن يسحبوا نساءهم فى الحجرة، ثم انفض الموكب ونزل الأمير طومان باى إلى بيته فى موكب عظيم وأخلع السلطان عليه خلعة سنية وأركبه فرسا بسرج ذهب وكنبوش ثم سمروا من عرب غزالة نحو مائة إنسان وطافوا بهم فى القاهرة ثم شنكلوهم على أبواب المدينة جميعا على كل منها جماعة، وكان ذلك اليوم يوما مشهودا يقرب من يوم دخول سوار القاهرة وقد أقامت حرمة

<<  <   >  >>