للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفارقانى فغسلوا السلطان وأولاد عمه هناك وصلوا عليهم فى باب الوزير وتوجهوا بالسلطان إلى تربة أبيه الملك الأشرف قايتباى فدفن السلطان على أبيه ثم دفنوا أولاد عمه إلى جانب داخل القبة. وقتل الملك الناصر محمد بن قايتباى وله من العمر ست عشرة سنة وكسور.

وكان حسن الشكل، أبيض اللون، عربى الوجه، معتدل القامة، بهى المنظر ولولا أقواله القبيحة لكان خيار أبناء الملوك وأكرمهم ومما رثى به الملك الناصر قول بعضهم:

يا قبر لا تظلم عليه فطالما … جلى بطلعته دجى الإظلام

طوبى لقبر قد حواه كيف لا … يحكى السماء وفيه بدر تمام

فكانت مدة سلطنة الملك الناصر محمد بن قايتباى بالديار المصرية سنتين وثلاثة أشهر وتسعة عشر يوما. وكانت أشد أيام ووقع منه فى أيامه أمور لا ينبغى ذكرها والسكوت عنها أجمل وكان موجب ما حصل له بدعاء الناس عليه فإنه فى آخر دولته تزايد فى الأذى والظلم للرعية فكان كما قيل فى معنى ذلك:

فاستعن بالسمع عن مراهم عظه … فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم

[ذكر من توفى فى أيامه من الأعيان]

أمير المؤمنين المتوكل على الله عبد العزيز وقاضى القضاة السعدى الحنبلى وقاضى القضاة ناصر الدين بن الأخميمى الحنفى والقاضى أبو البقاء بن الجيعان مات قتيلا قتل قتلة بعض الأتراك وهو طالع من بيته إلى القلعة وقت الصبح. ومات فى أيامه جماعة كثيرة من الأمراء وقد تقدم ذكرهم. انتهت أخبار دولة الملك الناصر محمد بن الأشرف قايتباى وذلك على سبيل الاختصار.

٤٤ - ذكر سلطنة الملك الظاهر أبى سعيد قانصوه الأشرفى (١)

وهو الثالث والأربعون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو السابع عشر من ملوك الجراكسة وأولادهم، أصله جركسى الجنس قدمه الأمير قانصوه الألفى إلى الملك الأشرف قايتباى فى سنة ثمان وتسعين وثمانمائة فظهر أنه أخو سرية الملك الأشرف


(١) انظر المزيد فى: بدائع الزهور ٢/ ٣٤٩، الاعلام ٦/ ٢٤

<<  <   >  >>