للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوقعة فى العرب لم يسمع بمثلها وغنموا منها مائة جمل رماح وثلاثين جمل دروع وثمانين جمل سيوف وألف وسبعمائة فرس وخمسة آلاف جمل وعشرين ألف رأس غنم ومن أسرى العرب جماعة كثيرة.

ورجع السلطان هو والأمراء إلى القاهرة وهم منصورين على العرب، فلما طلع السلطان إلى القلعة أمر بتوسيط ما يقال إنسان من كبار العربان ثم إن السلطان نادى فى القاهرة بأن فلاحا لا يركب فرسا ولا يحمل معه سلاحا، ثم بعد مدة يسيرة حضر إلى الأبواب الشريفة ابن الأحدب العركى كبير العربان وكان هاربا من قوم هذه الواقعة، فلما حضر منه السلطان وأخلع عليه وأقره على عادته شيخ العركى لما كان أولا، وفى ذلك يقول بعض الشعراء.

ما هادن السلطان أعداءه … إلا لأمر فيه إذلالهم

حتى لو تكثر أموالهم … وللضبا تكبر أطفالهم

وفى هذه السنة: رسم السلطان للأمير أرغون الكاملى نائب دمشق بأن يتوجه إلى مدينة الابلستين وصحبته العساكر الحلبية والعساكر الشامية بسبب القبض على الأمير قراجا بن ذو الغار أمير التركمان لكونه وافق الأمير بيبغا اروس على العصيان لما كان نائب حلب فلما وصل إليه العسكر هرب منهم فلحقوه فى بلاد الروم وقبضوا عليه وأرسلوه إلى القاهرة فلما وصل أمر السلطان بتسميره فسمروه وطافوا به فى القاهرة ثم وسطوه.

[وفى سنة خمس وخمسين وسبعمائة]

فيها: فى يوم الاثنين ثانى شوال اتفق جماعة من الأمراء مع الأمير شيخو العمرى على خلع الملك الصالح صالح بن الناصر محمد بن قلاوون وإعادة أخيه الناصر حسن عوضه وأقام وسجن بدور الحرم وأجلسوا أخاه الناصر حسن عوضه وأقام الملك الصالح فى السجن إلى أن مات فى ذى الحجة سنة إحدى وستين وسبعمائة، ودفن بتربة عمه الملك الصالح على التى بالقرب من السيدة نفيسة . فكانت مدة سلطنة الملك الصالح صالح بمصر ثلاث سنين وثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما.

<<  <   >  >>