للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نائب حلب وأودعه فى السجن واستقر الأمير منجك اليوسفى نائب حلب، فلما وصل منجك إلى غزة هرب من هناك واختفى فأقام وهو مختفى مدة ثم قبضوا عليه وأحضروه بين يدى السلطان وعليه جبة صوف عسلى وعلى رأسه مبرر صوف أبيض. فلما وقف بين يدى السلطان وبخه بالكلام، ثم عفا عنه ورسم له بأمرية أربعين بالشام ويكون بطالا، ثم إن السلطان استقر بالأمير بيدمر الجواردمى فى نيابة حلب وجهد صحبته العساكر بسبب إصلاح البلاد الحلبية. فلما توجه حاصر مدينة سيس فأخذها بالأمان وكذلك مدينة طرسوس ومصيصة وغيرها من البلاد.

ثم إن العسكر رجع إلى الديار المصرية وهو منتصر.

[ثم دخلت سنة إحدى وستون وسبعمائة]

فيها: ركب السلطان الملك الناصر حسن وشق المدينة فزينت له ودخل من باب النصر إلى أن جاء إلى بين القصرين فنزل عن فرسه ودخل إلى البيمارستان وزار قبر والده وجده قلاوون ثم توجه إلى القلعة والأمراء مشاة بين يديه حتى طلع القلعة.

وفى هذه السنة: عمل السلطان خيمة غريبة الشكل فى صنعتها حتى عمل فيها حمام ونصبها فى خليج الزعفران وخرج إليها الناس قاطبة يتفرجون عليها وصاروا يتعجبون من صنعتها وفيها يقول ابن أبى حجله:

حوت خيمة السلطان كل عجيبة … فأصبحت منها باهتا اتعجب

لسانى بالتقصير فيها مقصر … وإن كان فى أطنابها بات يطب

وله فيها أيضا:

إذا ما خيمة السلطان لاحت … فقل فى حسنها نظما ونثرا

[ثم دخلت سنة اثنتا وستون وسبعمائة]

فيها: عدى الملك الناصر حسن إلى بر الجيزة وأقام بها فى كوم بره مدة أشهر إلى أن دخل الشتاء وربط الناس الخيول فى الربيع وسبب ذلك أنه كان بالقاهرة وخم شديد وأمراض كثيرة ووباء فأقام السلطان هناك حتى زال ذلك الوخم ودخل الشتاء، فى هذه المدة وقع بين السلطان وبين مملوكه الأمير يلبغا العمرى أمير مجلس فركب السلطان حسن فى ليلة الأربعاء تاسع جمادى الأول من السنة المذكورة ومعه جماعة من الأمراء وأراد أن يكبس على بيبغا وهو فى الخيام وكان أحد خواص السلطان أرسل إلى بيبغا يعلمه بما عزم عليه السلطان فأخذ يلبغا

<<  <   >  >>