للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلحقوه وقبضوا عليه وعلى من معه من الأمراء وأحضروهم إلى دمشق، فلما كان يوم الاثنين ثامن عشر من ربيع الأول من السنة المذكورة أحضروا الأمير جبغا ومن معه من الأمراء ووسطوهم فى ميدان دمشق وعلقوهم أياما ثم دفنوهم وسكن الأمر.

[ثم دخلت سنة إحدى وخمسون وسبعمائة]

فيها: أيقن الملك الناصر حسن رشده وسلم إليه أمر المملكة فأقام أياما كثيرة وقبض على جماعة وهم الأمير بيبغا اروس نائب السلطنة والأمير منجك اليوسفى ثم أراد أن يقبض على الأمير طاجار الناصرى الدوادار الكبير فلم يقدر عليه فعند ذلك ركب الأمير طاز هو وحشداشينه وطلعوا إلى القلعة وهم راكبين إلى وسط الحوش السلطانى وقبضوا على السلطان حسن وأسجنوه بدور الحرم، وذلك يوم الأحد سابع عشر من جمادى الآخر سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، فكانت مدة سلطنته هذه ثلاث سنين وتسعة أشهر ثم تولى من بعده أخوه صالح بن الملك الناصر محمد بن قلاوون.

٢٠ - ذكر سلطنة الملك الصالح صلاح الدين صالح ابن الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون (١)

وهو العشرون من ملوك الترك وأولادهم، وهو الثامن من أولاد الناصر محمد بن قلاوون ومولده بقلعة الجبل فى شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، وأمه تسمى خوند قطلو ملك بنت الأمير تنكز نائب الشام، تسلطن بعد خلع أخيه الناصر حسن فى يوم الاثنين ثامن جمادى الآخر سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، فلما جلس على سرير الملك صار الأمير طاز صاحب الحل والعقد وليس للملك الصالح معه إلا مجرد الاسم فقط، فوقع الخلاف بين الأمراء فوثب الأمير منكلى بغا ومغلطاى على الأمير طاز وتوجهوا إلى قبة النصر، فركب الأمير طاز ونادى فى العوام كل من مسك من مماليك منكلى بغا ومغلطاى مملوكا يأخذ عربه ويقتله فقتل من مماليكهما جماعة كثيرة ثم مسك الأمير منكلى بغا ومغلطاى فى أواخر ذلك اليوم، فأرسلا إلى السجن بثغر الإسكندرية، وأفرج عن الأمير


(١) انظر المزيد فى: بدائع الزهور ١/ ١٩٤، مود اللطافة ٨٣، البداية والنهاية ١٤/ ٢٣٩ - ٢٥١، النجوم الزاهرة ١٠/ ٢٥٤ - ٢٨٧، الدرر الكامنة ٢/ ٢٠٣ - ٢٠٤.

<<  <   >  >>