للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشير الناظم إلى الحديث الشريف "أن الساعة لا تقوم حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضئ منها أعناق الإبل ببصرى" (١) ذكره البخارى فى باب الفتن وخروج النار.

ومات فى أيام الملك المنصور على من الأعيان وهم: زكى الدين عبد العظيم المنذرى والشيخ أبو الحسن الشاذلى وشعلة المقرى والفاسى سعد الدين العربى الشاعر والصرصرى الشاعر وابن الأبار المؤرخ وغيرهم من الأعيان والعلماء والصلحاء.

٣ - وذكر سلطنة الملك المظفر سيف الدين قطز المعزى (٢)

وهو الثالث من ملوك الترك وأولادهم بمصر، تسلطن بعد خلع ابن الملك المعز أيبك كما تقدم وذلك فى يوم السبت سابع عشر ذى القعدة سنة سبع وخمسين وستمائة. فلما تولى الملك أخذ فى أسباب خروجه إلى قتال العدو هولاكو ملك التتار وقد وصل أوائل عسكره إلى الشام، فعند ذلك أمر الملك المظفر قطز بجمع الأموال من أهل مصر لأجل صرفه فى هذه الحركة، فأخذ على كل إنسان من أهل مصر من الفقراء وغيرهم ومن النساء من كل واحد دينارا وأخذ من تصقيع الأملاك وتقومها وأخذ من الأغنياء من زكاة أموالهم، وأخذ من الترك الأهلية الثلث من المال، وأحدث من هذا النمط أشياء كثيرة من أبواب المظالم فبلغ جملة ما جمعه من الأموال فى هذه الحركة ستمائة ألف دينار، وخرج من القاهرة فى يوم الجمعة خامس عشرين شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة، فلما وصل إلى الشام وقع بينه وبين عسكر هلاكو وقعة عظيمة وقتل فيها خلق كثيرة فاعز الله تعالى الإسلام على يد الملك المظفر قطز وكسر عسكر هولاكو المخذول كسرة قوية وهزمهم أحسن هزيمة، ومهد البلاد الشامية واحسن تمهيدها، وكانت جميعها فى يد ملوك بنى أيوب وأولادهم فاستخلصها من يدهم ثم بعد ذلك قصد التوجه إلى الديار المصرية وهو فى غاية النصر والعز فسار هو ومن معه من الأمراء العساكر إلى أن وصل إلى


(١) كذلك رواه الترمذى وابن ماجه.
(٢) انظر المزيد فى: مورد اللطافة ٣٥ - ٣٨، بدائع الزهور ١/ ٩٦، السلوك ١/ ٤١٧ - ٤٣٥، النجوم الزاهرة ٧/ ٧٢، فوات الوفيات ٢/ ١٣٢، ذيل الروضتين ٢١٠.

<<  <   >  >>