للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملك الظاهر أثاره … فعجبه للراحل والقاطن

تأملوا أخباره وانظروا … ما فعل الظاهر بالباطن

ولما مات الملك الظاهر كتم موته عن الناس وحمل فى محفة إلى مدينة دمشق فدفن بها فى الليل لأنه كان توجه إلى قتال التتار فمر من هناك، ومات فى يوم الخميس ثامن عشرين المحرم سنة ست وسبعين وستمائة. فكانت مدة سلطنته بالديار المصرية والبلاد الشامية سبع عشرة سنة وشهرين ونصف الشهر فلم يشيعوا موته وقصدوا التوجه إلى القاهرة وأظهروا أنه مريض فى المحفة ورتبوا حضور الأطباء على العادة. وصارت المحفة محمولة فى الموكب والجنايب قدامها وخزائن المال على العادة ولا يجسر أحد أن يتفق بموت السلطان حتى دخلوا إلى القاهرة وطلعوا إلى قلعة الجبل فعند ذلك أشيع موت السلطان وكان المدبر لذلك يومئذ الأمير بدر الدين بيليك الخازندار. ولما مات الملك الظاهر بيبرس تولى من بعده ابنه محمد بركة.

٥ - ذكر سلطنة الملك السعيد أبى المعالى بركة غازى محمد بن الملك الظاهر بيبرس البندقدارى الصالحى (١)

هو الخامس من ملوك الترك وأولادهم بمصر وإنما سمى بركة خان على اسم جده لأبيه، ومولده فى شهر صفر سنة ثمان وخمسين وستمائة. ولما جلس على سرير الملك وتم أمره كان القائم بتدبير دولته الأمير بيليك نائب السلطنة الشهير بالخازندار، فحلف له سائر الأمراء، وقام الملك السعيد ماشيا على نظام والده الملك الظاهر ثم بعد مدة يسيرة، توفى الأمير بيليك النائب وكان قليل الأذى فى حق الرعية، فساس المملكة فى أيام الملك الظاهر وابنه الملك السعيد أحسن سياسته والناس راضية عنه. فلما مات بيليك اضطربت أحوال الديار المصرية.

من بعده طاش الملك السعيد بعده ومسك جماعة من الأمراء وهم: الأمير سنقر الأشقر والأمير بيسرى وكانا جناحى والده الملك الظاهر بيبرس. ثم استقر بالنائب


(١) انظر المزيد فى: تاريخ ابن الوردى ٢/ ٢٢٧، النجوم الزاهرة ٧/ ٢٥٩، بدائع الزهور ١/ ١١٢، الخطط ٢/ ٢٣٨، مورد اللطافة ٤١، المختصر فى أخبار البشر ٣/ ١٢.

<<  <   >  >>