للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستمر الحال على ذلك مدة، إلى أن بعث الله بالفرج القريب وتراجع الحال قليلا، وحسن الحال للخليفة المستنصر كما كان عليه وزيادة وطابت أوقاته وصفا له بعد ذلك الدهر، وطالت أيامه فى الخلافة وناب الزمان إليه مما جبى كما قيل فى المعنى.

الدهر لا يبقى على حالة … لابد أن يقبل أو يدبرا

فإن تلقاك بمكروهه … فأصبر فإن الدهر لن يصبرا

واستمر المستنصر فى الخلافة إلى أن مرض ومات يوم الخميس ثانى عشر ذى الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة، فكانت مدة خلافته ستين سنة وأربعة أشهر، وكان عمره لما تولى الخلافة سبع سنين وعشرين يوما ولا يعلم فى الإسلام أن خليفة ولا سلطانا أقام هذه المدة مرة واحدة غير المستنصر هذا. قيل إن نوحا عاش ألف سنة إلا خمسين عاما، كما أخبر الله تعالى، فقيل له كيف وجدت الدنيا قال كدار لها بابان دخلت من باب وخرجت من باب موقد.

وقال أبو الطيب المتنبى فى معنى ذلك.

ولما مات المستنصر تولى من بعده ابنه أحمد المستعلى.

٦ - ذكر خلافة المستعلى بالله أحمد بن المستنصر بالله ابن الظاهر بن الحاكم العبيدى الفاطمى (١)

بويع بالخلافة بعد موت أبيه المستنصر بالله فى ثامن عشر ذى الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وهو السادس من خلفاء بنى عبيد بمصر.

ومن الحوادث فى أيامه: أن الفرنج استولوا على بيت المقدس وملكوه وتلاشت دولة بنى عبيد إلى الغاية. واستمرت الفتن فى تزايد والأحوال فى اضطراب إلى أن مرض المستعلى بالله. ومات فى يوم الثلاثاء تاسع شهر صفر سنة خمس وتسعين وأربعمائة. فكانت خلافته سبع سنين وشهرين ثم تولى من بعده ابنه منصور.


(١) انظر المزيد فى: بدائع الزهور ١/ ٦٢، تاريخ ابن خلدون ٤/ ٦٦، الكامل ١٠/ ١١٤، وفيات الأعيان ١/ ٥٧، مرآة الزمان ٨/ ٢.

<<  <   >  >>