للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ذكر من تولى على مصر من دولة بنى العباس]

فأول من تولى فى دولتهم على مصر: صالح بن على بن عبد الله (١) تولى بها فى سنة ثلاث وثلاثين ومائة، فتولى على مصر مرتين.

ثم تولى من بعده أبو عون عبد الملك الأزدى (٢) فلم تطل أيامه بها.

ثم تولى من بعده موسى بن كعب (٣) أبو عيينة فى سنة إحدى وأربعين ومائة.


(١) هو صالح بن على بن عبد الله بن العباس الهاشمى الأمير عم السفاح والمنصور، وأول من ولى مصر من قبل الخلفاء العباسيين، تعقب مروان بن محمد لما فرّ من الشام وقتله ببوصير سنة ١٣٢ هـ، فولاه السفاح مصر فى أوائل سنة ١٣٣ هـ فأقام سبعة أشهر وأياما، فتك فيها بكثيرين من أشياع بنى أمية. وضمت إليه ولاية فلسطين فانتقل إليها. ثم ورد كتاب بولايته على مصر وفلسطين وإفريقية، فعاد إلى مصر سنة ١٣٦ هـ وولى الخلافة أبو جعفر المنصور فى هذه السنة، فأمره بالعودة إلى فلسطين ثم جعل ينقله إلى أن أقره بالجزيرة، فكانت له الديار الشامية كلها. وأنشأ مدينة أذنة (فى الأناضول) وكسر الروم فى وقائع مرج دابق. وكانوا نحو مائة ألف وكان شجاعا حازما. مولده بالشراة سنة ٩٦ هـ/ ٧١٤ م ووفاته بقنسرين سنة ١٥١ هـ/ ٧٦٨ م.
انظر المزيد فى: دول الإسلام ١/ ٧٩، النجوم الزاهرة ١/ ٣٢٣ - ٣٣١، تهذيب ابن عساكر ٣٧٦/ ٦، الولاة والقضاة ٩٧ - ١٠٢ - رغبة الأمل ٥/ ٢٠٠.
(٢) هو أبو عون عبد الملك بن يزيد مولى هناءة من الأزد، وهو من أهل جرجان استخلف مصر صلاتها وخراجها سنة ١٣٣ هـ.
انظر المزيد فى: الولاة والقضاة ١٠١ - ١٠٢
(٣) هو موسى بن كعب بن عيينة التميمى أبو عيينة وال من كبار القواد، وأحد الرجال الذين رفعوا عماد الدولة العباسية وهدموا أركان الدولة الأموية، كان مع أبى مسلم فى خراسان وجعله محمد ابن على فى جملة النقباء الأثنى عشر فى عهد بنى أمية، فأقام يبث الدعوة لبنى العباس. وشعر به أسد ابن عبد الله البجلى القسرى (والى خراسان) فقبض عليه وألجمه بلجام فتكسرت أسنانه ثم انطلق، فوجهه أبو مسلم (قبل ظهور الدعوة العباسية) إلى أبيورد فافتتحها ثم شهد الوقائع الكثيرة. وكان مع السفاح حين ظهوره بالكوفة، وهو أول من بايعه بالخلافة وأخرجه إلى الناس. ولما ولى المنصور ولاه شرطته وأضاف إليه ولاية الهند ومصر، فأرسل موسى نائبين عنه إلى ذينك القطرين، وأقام مع المنصور وكانت ولاية الشرطة للخلفاء تعدل قيادة الجيش العامة فى عرفنا اليوم. وأغدق عليه العباسيون النعم، فكان يقول كانت لنا أسنان وليس عندنا خبز. ولما جاء الخبز ذهبت الأسنان ورحل إلى مصر فى عام وفاته فأقام سبعة أشهر وأياما وصرف عن إمرتها، فعاد إلى بغداد ولم يلبث أن توفى سنة ١٤١ هـ/ ٧٥٨ م وهو على شرطة المنصور وعلى الهند، وخليفته فى الهند ابنه عيينة. -

<<  <   >  >>