للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة خمس وسبعون وستمائة]

فيها: تزوج الملك السعيد محمد بن الملك الظاهر بيبرس بنت الأمير قلاوون الألفى ودخل عليها فى خامس ربيع الأول من السنة المذكورة. وكان له مهم عظيم بالقلعة وأقام المهم سبعة أيام، وفيها: سافر السلطان إلى مدينة قيسارية وافتتحها وكان يوم دخو - له إليها يوما مشهودا ونزل بدار السلطنة وصلى بها الجمعة.

[ثم دخلت سنة ست وسبعون وستمائة]

فيها: توعك جسد السلطان الملك الظاهر وكان بدمشق فسقاه الأطباء دواء مستهلا، فلم يفد ذلك، وأفرط فى الاسهال وقويت عليه الحمى فتخيل أنه مسموم فاستعمل شيئا من الفصوص فلم يفده ذلك، وحضر الأجل فمات فى يوم الخميس ثامن عشرين المحرم سنة ست وسبعين وستمائة، وكان له من العمر ستون سنة.

وكان ملكا جليلا خفيف الركاب مشهورا بالفروسية والإقدام فى الحرب، والثبات عند الملتقى للخصوم. وكان كريما سخيا حسن الوجه، طويل القامة، مليح اللحية، مهابا فى موكبه، ولكنه كان محبا لجمع الأموال، كثير المصادرات للرعية والمياسرين لأجل التجاريد والأسعار.

ولما مات رثاه القاضى محيى الدين بن عبد الظاهر (١) كاتب السر الشريف بهذه الأبيات اللطيفة.

الله أكبر إنها لمصيبة … منها الرواسى خيفة تتقلقل

لهفى على الملك الذى كانت له الد … نيا تطيب فكل قفر منزل

الظاهر السلطان من كانت له … منن على كل الورى وتطول


(١) هو عبد الله بن عبد الظاهر بن نشوان الجذامى السعدى محيى الدين قاضى أديب مؤرخ من أهل مصر مولدا سنة ٦٢٠ هـ/ ١٢٢٣ م ووفاته سنة ٦٩٢ هـ/ ١٢٩٣ م، له "الروضة البهية الزاهرة فى خطط المعزية القاهرة" نقل عن المقريزى كثيرا من خططه و"سيرة الظاهر بيبرس" نظما و"الألطاف الخفية" و"تمائم الحمائم" وغير ذلك.
انظر المزيد فى: فوات الوفيات ١/ ٢١٢ - ٢١٩، آداب اللغة ٣/ ١٥٤.

<<  <   >  >>