للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما مات العادل أبى بكر استقر كل واحد من أولاده فى مملكة، فاستقر الملك الكامل محمد بمصر، واستقر الملك المعظم عيسى بدمشق، واستقر الملك الأشرف موسى شاه أرمن بحلب، وشاه أرمن هذا هو ممدوح القاضى كمال الدين بن النبيه الشاعر فى قصائده كلها، فمن ذلك قوله فى ختم زجل:

والشراب أحمر وأصفر كنوا رآيات شاه أرمن … فأملك بحال حمالوا بما خلق وليس بخلق

ولما مات العادل تولى ابنه محمد أمر الديار المصرية من بعده.

٥ - ذكر سلطنة الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب (١)

تولى ملك مصر بعد أبيه فى يوم الجمعة سابع جمادى الآخرة سنة خمسة عشرة وستمائة. وهو الخامس من ملوك بنى أيوب بمصر وكان الملك الكامل محمد أكبر أخوته.

قال الشيخ شمس الدين الذهبى فى تاريخه: إن الملك الكامل محمد استولى على الديار المصرية نحو أربعين سنة نصفها فى حياة أبيه العادل، ونصفها مستقلا بها وحده بمفرده. هو الذى بنى القبة العظيمة على ضريح الإمام الشافعى وأجرى إليها الماء من بركة الحبش إلى حوش السبيل، وهو الذى بنى المدرسة الكاملية التى بين القصرين، وهو صاحب الغزوات الكبيرة مع الفرنج بثغر دمياط وغيرها من البلاد وفتح الله تعالى على يده فى أيامه فتوحات كثيرة وكان مسعود الحركات.

وقيل فى أيامه: توفى الشيخ شرف الدين عمر بن محمد الفارض الحموى (٢) ولد بالقاهرة فى رابع ذى القعدة سنة سبع وسبعين وخمسمائة وتوفى بالقاهرة فى


(١) انظر المزيد فى: الوافى بالوفيات ١/ ١٩٣، بدائع الزهور ١/ ٧٧، الكامل ١٢/ ١٢٦ و ١٣٥ و ١٨٦، السلوك ١/ ١٩٤ - ٢٦٠، الحوادث الجامعة ١٠٧، وفيات الأعيان ٢/ ٥٠، الدارس ٢٧٧/ ٢، مرآة الزمان ٨/ ٧٠٥.
(٢) انظر المزيد فى: وفيات الأعيان ١/ ٣٨٣، ميزان الاعتدال ٢/ ٢٦٦، شذرات الذهب ٥/ ١٤٩ - ١٥٣، لسان الميزان ٤/ ٣١٧، خطط مبارك ٥/ ٥٩، مفتاح السعادة ١/ ٢٠١.

<<  <   >  >>