للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم إن السلطان أحضر القضاة الأربعة وشيخ الإسلام سراج الدين البلقينى وأمير المؤمنين المتوكل على الله وسائر الأمراء وعقد مجلسا بسبب حل الأوقاف التى على الجوامع والمساجد، فتكلم معه القضاة كلاما كثيرا بسبب ذلك، ولم يوافقوا على ذلك، ثم وقع الاتفاق مع شيخ الإسلام والقضاة بأن يؤخذ من الأوقاف أجرة سنة ويتركوا على حالهم وانفصل المجلس على ذلك.

وفى أواخر هذه السنة: توفى الصاحب شمس الدين المقسى وكان وزير الديار المصرية وناظر الخواص الشريفة وهو صاحب الجامع الذى على الخليج الناصر.

[ثم دخلت سنة ست وتسعون وسبعمائة]

فيها: فى يوم الثلاثاء سابع ربيع الأول حضر إلى الأبواب الشريفة القان أحمد بن أويس صاحب بغداد وقد تقدم سبب مجيئه ما فيه كفاية. فركب السلطان وخرج إلى ملتقاه فتلقاه عند المطرية فنزل السلطان عن فرسه، ونزل القان أحمد واعتنقا، ثم إن السلطان ألبس القان قباء بنفسجيا مفريا بقاقم، بطرز زركش عريض وأركبه فرسا بور بسرج ذهب وكنبوش، ومشى القان أحمد عن يمين السلطان وشق من القاهرة، ودخل من باب النصر وسارا إلى أن وصلا إلى تحت الطبلخانات السلطانية فوقف السلطان هناك، وأشار للقان أحمد بأن يتوجه إلى مكان أعد له وقيل بيت الأمير طقزدمر نائب السلطنة المطل على بركة الفيل، فتوجه إليه ألقان أحمد وصحبته سائر الأمراء فدخل هناك ومد له سماطا عظيما فأكل هو والأمراء، ثم انصرف الأمراء إلى بيوتهم فأرسل السلطان إلى القان أحمد تقدمة منها طوالت خيل بسروج ذهب وكنابيش وعشرة مماليك صغار وعشر جوار وعشرة نفخ قماش وعشرة آلاف دينار، وأشياء كثيرة غير ذلك.

ثم جاءت الأخبار من حلب بأن جاليش تمرلنك وصل إلى الرها وحصل بينه وبين نائب الرها وقعة عظيمة وانكسر جاليش تمرلنك. ثم إن السلطان أعرض العسكر فى الميدان الذى تحت القلعة وهم لابسين آلة الحرب فأنفق عليهم فى ذلك اليوم لكل مملوك ألفين درهم شامية، فامتنعوا من الأخذ بعد تردد كثير، فغضب السلطان من ذلك وصار يعطى النفقة للمماليك من يده فأخذوها على كره منهم.

فلما كان يوم الاثنين سابع ربيع الآخر: أبرز السلطان خامه فى الريدانية وكذلك سائر الأمراء من الأكابر والأصاغر، ثم إن السلطان خرج يوم الخميس عاشر شهر ربيع فنزل من

<<  <   >  >>