للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن البغال مائة وعشرون قطارا ومن الجمال مثل ذلك، ووجد له من الغلال فى الحواصل ثلاثمائة ألف أردب، ومع هذا مات بالجوع.

ووصل صحبته من الشوبك ذهب عين خمسين ألف دينار، ومن الفضة أربعمائة ألف وسبعين ألف درهم. وهذا كله خارج عما وجد له من الأملاك والضياع والمماليك والعبيد والجوارى والخدام وغير ذلك، ووجد له من الأغنام والأبقار ما لا يحصى لكثرته. وقيل كانت أجرة أملاكه ومستأجرته وضياعه فى كل يوم مائة ألف درهم. ما أقول كانت نيابة سلار بالديار المصرية إحدى عشرة سنة فهل جمع هذه الأموال العظيمة فى هذه المدة اليسيرة. فأما أنه ظفر بكنز أوضح معه عمل الكيمياء، وإما أنه أخذ هذه الأموال من الخزائن السلطانية لما توجه الملك الناصر إلى الكرك فإن هذا الذى ذكر عنده يعجز عنه خزائن الملك والخلفاء، فكان كما قيل فى المعنى:

اجمع وأنت من الدنيا على حذر … واعلم بأنك بعد الموت مبعوث

واعلم بأنك ما قدمت من عمل … محصى عليك وما خلفت موروث

[ثم دخلت سنة إحدى عشرة وسبعمائة]

فيها: خطب للسلطان الملك الناصر محمد فى بلاد المغرب بمدينة إفريقية، وسبب ذلك أبا يحيى للحيانى صاحب إفريقية قدم على السلطان الملك الناصر والتزم له إذا أرسل معه عسكرا وفتح مدينة طرابلس الغرب أقام نفسه نائبا فيها عن السلطان الملك الناصر، فعين السلطان معه بتجريدة إلى بلاد الغرب فتسامعت به العربان البحيرة فتوجهوا معه إلى الغرب، فلما بلغ صاحب تونس مجئ عسكر السلطان خلع نفسه من الملك وبايع أبا يحيى المذكورة.

فلما وصل أبا يحيى إلى تونس فوجد أمره قد استقام فتظاهر بشعار السلطنة، ودخل إلى تونس والصناجق السلطانية على رأسه وقد تمكن من إفريقية وغيرها من بلاد الغرب، فخطب باسم السلطان الملك الناصر محمد فى أقليم الغرب كما قرره معه وذلك فى شهر رجب سنة إحدى عشرة وسبعمائة.

وفى هذه السنة: قبض السلطان على الأمير كراى نائب الشام وعلى الأمير بكتمر الجوكندار نائب السلطنة بالديار المصرية، ثم أعاد الأمير أقوش الأفرم إلى نيابة دمشق كما كان فلما سمع الأمير قراسنقر نائب الشام لمجئ الأمير أقوش الأفرم هرب إلى بلاد التتار.

<<  <   >  >>