للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما فتحها عمرو بن العاص فولاه عمر بن الخطاب عليها نيابه عنه.

[نكته لطيفة]

قيل إن القبط كانوا يجتمعون فى يوم معلوم من السنة عند عامود السوارى الذى بالإسكندرية ويلعبون بالأكرة وكان يجتمع فى هذا الملعب الخالد أنهار من الناس فلا يمسون فيهم أحد إلا وهو ينظر فى وجه صاحبه عند وقع الأكرة، وكانوا يتلقونها باكمامهم ولا يقع فى حجر واحد من الحاضرين إلا ملك مصر.

فاتفق أن عمرو بن العاص حضر فى بعض السنين يوم الملعب فوقعت الأكرة فى حجره. فقال القبط: ما كذبنا هذه الأكرة قط إلا فى هذه المرة. أترى هذا الأعرابى يملك مصر، فلا يكون هذا أبدا فلازال حتى ملكها فى الإسلام فى خلافة عمر بن الخطاب كما تقدم.

ولما افتتح عمرو بن العاص الديار المصرية كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: أما بعد" فإنى فتحت مدينة لا أقدر [أن] (١) أصف لك ما فيها، غير أنى وجدت فيها أربعة آلاف دار بأربعة آلاف حمام، ووجدت بها أربعين ألف يهودى قد وجبت عليهم الجزية، ووجدت بها أربعة آلاف بقال يبيعون البقولات بعد العصر".

وبلغ خراج مصر فى أيام عمرو بن العاص اثنى عشر ألف ألف دينار. واستمر عمرو بن العاص على مصر حتى توفى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وتولى الإمام عثمان بن عفان (٢) فعزل عمرو بن العاص عن مصر


= انظر المزيد فى: الإصابة ٢/ ٥٠١، تاريخ الإسلام ٢/ ٢٣٥ - ٢٤٠، المغرب فى حلى المغرب ١٣/ ١ - ٥٤، جمهرة أنساب العرب ١٥٤.
(١) إضافة من عندنا.
(٢) هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان أبو عمرو الأموى ذو النورين، ومن جمع الأمة على مصحف واحد بعد الاختلاف، ومن افتتح نوابه اقليم خراسان واقليم المغرب. هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة. وروى جملة كثيرة من العلم. وكان من السابقين الصادقين المنفقين فى سبيل الله. مات يوم -

<<  <   >  >>