للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة خمس وستون وسبعمائة]

فيها: جاءت الأخبار بأن منكلى بغا نائب دمشق لما وصل إلى الشام فتح باب كيسان بحضور القضاة الأربع وكان هذا الباب مقفولا مدة مائتى سنة من أيام نور الدين الشهيد فكتب فى ذلك محضرا أن فى فتحه مصلحة للمسلمين وللمسافرين وعقد قنطرة كبيرة على الطريق المسلوكة. وبنى هناك جامعا.

وفى هذه السنة: رسم السلطان بإبطال الوكلاء من أبواب القضاة والحكام بمصر والشام فامتثلوا ذلك، وفى ذلك يقول ابن حبيب.

يقول الحق الذى عاله … خصم الدولسان كليل

[ثم دخلت ست وستون وسبعمائة]

فيها: جاءت الأخبار بأن الفرنج وصلوا إلى ثغر الإسكندرية فى سبعين مركبا من المراكب الحربية، وأن نائب الثغر خرج إليهم ومعه جماعة من عربان البحيرة إلى ظاهر باب البحر، فاتقعوا مع الفرنج فانكسر المسلمون كسرة قوية وخرج أكثرهم من باب رشيد ودخل الفرنج إلى مدينة الإسكندرية ونهبوا أسواقها المذكورة، وفى ذلك يقول بعضهم:

إسكندرية قالت … هانا هى صردملكا

لقد تغير ثغرى … وأصبحت فيه سواكا

فلما سمع السلطان والأمراء بهذا الخبر فخرج السلطان والأتابكى يلبغا العمرى وبقية الأمراء فعدى السلطان إلى بر الجيزة، وكان النيل فى قوة الزيادة، فسار السلطان هو والأمراء إلى الطرانة ونزل بها وأرسل جماعة من الأمراء إلى ثغر الإسكندرية لكشف الأخبار، فوجدوا الفرنج رحلوا عن الثغر لما سمعوا بأن السلطان وصل إليهم، فنزلوا فى مراكبهم وساروا إلى بلادهم بعد ما جرى منهم ما جرى. فلما سمع السلطان بأن الفرنج رحلوا إلى بلادهم رجع السلطان أيضا إلى القاهرة وأرسل جماعة من الأمراء إلى ثغر الإسكندرية لإصلاح ما فسد منها وتطمئن أهلها، ثم إن السلطان أخلع على الأمير بكتمر الشريفى واستقر به نائب الإسكندرية بتقدمة ألف، وهو أول من تولى من الأمراء المقدمين الألوف بثغر الإسكندرية وكانت قبل ذلك نيابة لأحد الناس. قال ابن أبى حجلة:

<<  <   >  >>