للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليها من شدة اتقادها، وكان يسحق المسك والكافور وينثره على تلك الرياحين والأزهار. وكان يحب الجياد من الخيل وأتخذ منها ما ضاقت به الاسطبلات، وكان عنده خيل لها أنساب كأنساب الناس مثبوتة فى الدواوين، ولها سواس يخدمونها، ودام الأمير خمارويه مستوليا على مصر حتى مات بها.

٣ - تولى الأفضل أمير جيش بدر الجمالى (١)

ثم تولى من بعده ابنه الأفضل أمير جيش بدر الجمالى وهو صاحب سوق مرجوش، وقيل إن الأفضل هو الذى حفر خليج أبى المنجا وكان المتولى على حفره أبى المنجا شعيا اليهودى فعرف به يومئذ، وقيل هو الذى بنى المسجد المعروف بالرصد المطل على بركة الحبش، وإنما سمى الرصد قيل كان فوقه أكرة من نحاس أصفر وزنها قنطار مركبة على أعمدة من الرخام لأجل رصد الساعات فعرف من حينئذ بالرصد، وهذا المسجد من قبل وجود الحاكم بأمر الله الفاطمى بمدة طويلة.

وكانت ولاية الأفضل أمير جيش ابن خمارويه على مصر فى سنة ثمانين ومائتين، واستمر على ذلك حتى مات بها، ذكر ذلك تقى الدين المقريزى (٢) فى كتاب الخطط ونسبه للأفضل.


(١) انظر المزيد فى: الكامل ١٠/ ٨١، النجوم الزاهرة ٥/ ١٤١، شذرات الذهب ٣/ ٣٨٣.
(٢) هو أحمد بن على بن عبد القادر أبو العباس الحسينى العبيدى تقى الدين المقريزى مؤرخ الديار المصرية، أصله من بعلبك، ونسبته إلى حارة المقارزة (من حارات بعلبك فى أيامه) ولد سنة ٧٦٦ هـ/ ١٣٦٥ م ونشأ ومات فى القاهرة سنة ٨٤٥ هـ/ ١٤٤١ م وولى فيها الحسبة والخطابة والإمامة مرات، واتصل بالملك الظاهر برقوق، فدخل دمشق مع ولده الناصر سنة ٨١٠ هـ وعرض عليه قضاءها فأبى وعاد إلى مصر. له عدة تآليف منها" المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار "ويعرف بخطط المقريزى و" السلوك فى معرفة دول الملوك "و" تاريخ الأقباط "و" البيان والإعراب عما فى أرض مصر من الأعراب "و" التنازع والتخاصم فيما بين بنى أمية وبنى هاشم "و" تاريخ الحبش "و" شذور العقود فى ذكر النقود "وغيرها.
انظر المزيد فى: التبر المسبوك ٢١، خطط مبارك ٩/ ٦٩، آداب اللغة ٣/ ١٧٥، البدر الطالع ٧٩/ ١.

<<  <   >  >>