كتاب جواهر السلوك في أمر الخلفاء والملوك

وأحضروا رأسهما إلى عند الأمير بكتاش أمير سلاح فعند ذلك اجتمع الأمراء بباب القلعة وضربوا مشورة فيمن يولونه سلطانا فأتفق رأيهم على عود الملك الناصر محمد بن قلاوون من الكرك، فأرسلوا إليه بالحضور إلى الديار المصرية وبقى تخت المملكة خاليا بلا سلطان واحدا وأربعين يوما حتى حضر الملك الناصر من الكرك.

[ذكر من توفى من أكابر العلماء وأعيان الناس من سنة إحدى وستين وستمائة فى دولة الملك الظاهر بيبرس البندقدارى إلى سنة ثمان وتسعين وستمائة فى دولة الملك المنصور لاجين]

وقد حملنا وفاتهم جملة واحدة خوف الإطالة وهم: الشيخ عز الدين بن عبد السلام (١) ﵁ وكان من كبار الشافعية و- له كرامات خارقة. والإمام أبو شامة (٢) من

(١) هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبى القاسم بن الحسن السلمى الدمشقى عز الدين الملقب بسلطان العلماء، فقيه شافعى، بلغ رتبة الاجتهاد. ولد سنة ٥٧٧ هـ/ ١١٨١ م. ونشأ فى دمشق وزار بغداد سنة ٥٩٩ هـ فأقام شهرا وعاد إلى دمشق فتولى الخطابة والتدريس بزاوية الغزالى ثم الخطابة بالجامع الأموى. ولما سلم الصالح إسماعيل بن العادل قلعة صفد "للفرنج إختيارا أنكر عليه ابن عبد السلام ولم يدع له فى الخطبة فغضب وحبسه ثم أطلق فخرج إلى مصر فولاه صاحبها الصالح نجم الدين أيوب القضاء والخطابة ومكنه من الأمر والنهى. ثم اعتزل ولزم بيته، ولما مرض أرسل إليه الملك الظاهر يقول: إن فى أولادك من يصلح لوظائفك، فقال: لا. وتوفى بالقاهرة سنة ٦٦٠ هـ/ ١٢٦٢ م. له عدة مصنفات منها:" التفسير الكبير "و" الإلمام فى أدلة الأحكام "و" قواعد الشريعة " و" الفوائد "و" قواعد الأحكام فى إصلاح الأنام "و" ترغيب أهل الإسلام فى سكن الشام "و" بداية السول فى تفضيل الرسول "و" الفتاوى "و" الغاية فى اختصار النهاية "وغيرها.
انظر المزيد فى: فوات الوفيات ١/ ٢٨٧، طبقات السبكى ٥/ ٨ - -١٠٧، النجوم الزاهرة ٢٠٨/ ٧، علماء بغداد ١٠٤، ذيل الروضتين ٢١٦، مفتاح السعادة ٢/ ٢١٢.
(٢) هو أبو شامة الإمام الحافظ العلامة المجتهد ذو الفنون شهاب الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان المقدسى ثم الدمشقى الشافعى المقرئ النحوى. ولد سنة ٥٩٩ هـ وتلا على العلم السخاوى، وسمع من داود بن ملاعب وكريمة وطائفة. وبرع فى علم اللسان والقراءات. شرح" الشاطبية "واختصر" تاريخ دمشق "وولى مشيخة الإقراء بالتربة الأشرفية ومشيخة الحديث الأشرفية، مات سنة ٦٦٥ هـ. -