للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - ذكر خلافة الآمر بأحكام الله أبى على منصور ابن المستعلى أحمد العبيدى الفاطمى (١)

بويع بالخلافة بعد موت أبيه المستعلى، وهو السابع من خلفاء بنى عبيد بمصر. كان قبيح السيرة، فاسقا، ظالما جبارا عنيدا، متظاهرا بالمنكرات، يميل إلى اللهو والطرب. وكان وزيره المأمون البطائحى وهو الذى بنى جامع الأقمر الذى بالقرب من سوق مرجوش فلما نقل أمر المأمون البطائحى على الآمر بأحكام الله قبض عليه وقتله وصلبه وذلك فى سنة تسع عشرة وخمسمائة.

ومن الحوادث فى أيامه: أن الفرنج استولوا على مدينة عكا وطرابلس ونابلس، وقصدوا أن يدخلوا إلى القاهرة فأهلك الله تعالى ملك الفرنج المسمى بردويل وذلك لما وصل إلى العريش فمرض هناك ومات فعمد أصحابه إلى بطنه وشقوها وأرموا مصارينه ودفنوا المصارين هناك، ثم صيروا جثته وحملوها إلى القمامة التى بالقدس فدفنوه هناك، وصار الناس كلما مروا بالعريش يرجمون مكان مصارين بردويل التى دفنت هناك وتسمى إلى اليوم سبخة بردويل.

واستمر الآمر فى الخلافة إلى أن قتل وهو مار على جسر الروضة عند خروجه إلى الجزيرة الوسطى فوثب عليه جماعة فى الليل وهو مجروح فمات من ليلته وذلك فى ثالث عشر ذى القعدة سنة أربع وعشرين وخمسمائة. فكانت خلافته بمصر نحو تسع وعشرين سنة وأشهر، ومات عن غير ولده، ثم تولى من بعده الحافظ عبد المجيد.

٨ - ذكر خلافة أبى الميمون عبد المجيد الحافظ لدين الله ابن المستنصر بالله العبيدى الفاطمى (٢)

بويع بالخلافة بعد قتل الآمر وهو الثامن من خلفاء بنى عبيد بمصر، ولقب بالحافظ لدين الله.


(١) انظر المزيد فى: وفيات الأعيان ٢/ ١٢٨، بدائع الزهور ١/ ٦٢، النجوم الزاهرة ٥/ ١٧٠ - ١٨٥، الكامل ١٠/ ١١٤ و ٢٣٧، الخطط ٢/ ٢٩٠ - ٢٩٢، بلغة الظرفاء ٧٨.
(٢) انظر المزيد فى: وفيات الأعيان ١/ ٣٠٩، شذرات الذهب ٤/ ١٣٨، الكامل ١١/ ٥٣، بدائع الزهور ١/ ٦٤، أتعاظ الحنفا ٢٨٤، تاريخ ابن خلدون ٤/ ٧١.

<<  <   >  >>