للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التى بالقرب من باب الرهومة والمدرسة التى فى الصحراء والمدرسة التى فى سرياقوس والوكالة التى فى الصليبة، وله عدة ربع بالديار المصرية وله غير ذلك آثار كثيرة وأوقاف كبيرة على جهات بر وصدقة.

ومن معروفه أنه أمر بحفر فم خليج الإسكندرية وكان قد طم بالرمال فندب لحفره الأمير جرباش الكريمى المعروف بفاشق فتوجه إلى الإسكندرية وجمع ما قدر عليه من الرجال فكان عدتهم بثمانمائة إنسان غير الصغار، وابتدأ فى حفره فى حادى عشر جمادى الأولى سنة ست وعشرين وثمانمائة، فانتهى العمل منه فى تسعين يوما، وجرى الماء فيه فسر الناس بذلك. وكان الأشرف برسباى من خيار ملوك الجراكسة فى عصره. ولما مات عهد إلى ولده العزيز يوسف، انتهت أخبار الملك الأشرف برسباى على سبيل الاختصار من ذلك.

[ذكر من توفى من الأعيان فى أيامه]

وهو القاضى علاء الدين بن مغلى الحنفى وابن النقاش من كبار العلماء والشيخ صلاح الدين الأقفهسى وقاضى القضاة التفهنى الحنفى وتقى الدين الحصينى شارح أبو شجاع والشيخ بدر الدين الدمامينى المالكى والهروى والمقريزى المؤرخ وزين الدين بن الخراط الشاعر وغيرهم وجماعة كثيرة من أعيان العلماء والصلحاء وغير ذلك.

٣٤ - ذكر سلطنة الملك العزيز أبى المحاسن جمال الدين يوسف ابن الملك الأشرف برسباى الدقماقى الظاهرى (١)

وهو الثالث والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم وهو التاسع من ملوك الجراكسة وأولادهم بالديار المصرية، تسلطن بعد موت أبيه بعهد منه وذلك فى يوم السبت ثالث عشر ذى الحجة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، وتسلطن وله من العمر أربعة عشرة سنة وأمه أم ولد جركسية تسمى خوند جلبان. فلما تسلطن وجلس على سرير الملك استقر بالأمير جقمق أتابك العساكر على عادته وصار نظام المملكة فاستمر على ذلك مدة يسيرة ثم إن جماعة من الأشرفية صاروا يعارضون الأتابكى جقمق فى الأمور، ووقع الخلاف بينه وبين الأشرفية، وقصدوا قتله مرات عديدة. ثم إن جماعة من المؤيدية والناصرية والسيفية تعصبوا للأتابكى


(١) انظر المزيد فى: مورد اللطافة ١٢٢، الضوء اللامع ١٠/ ٣٠٣، شذرات الذهب ٧/ ٢٣٩ - ٢٤٢، بدائع الزهور ٢/ ٢٣ - ٢٦.

<<  <   >  >>