للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى ذلك ونزل من القلعة وحضر الخليفة والقضاة الأربعة وخلع نفسه من الملك، وأرسلوه إلى الكرك، وذلك فى شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وستمائة. فكانت مدة سلطنته بمصر سنتين وشهرا وستة عشر يوما، فأقام فى الكرك إلى أوائل ذى القعدة فلعب يوما بالاكره فى ميدان قلعة الكرك فنطر عن فرسه، فمات بعد أيام فصيروه ودفنوه بعد مدة على والده الملك الظاهر بيبرس بدمشق.

وكان الملك السعيد ملكا جليلا مهابا سخيا كريما، كثير العدل فى الرعية. ولما خلع تولى بعده أخوه سلامش.

٦ - ذكر سلطنة الملك العادل سيف الدين سلامش ابن الملك الظاهر بيبرس النجمى الصالحى (١)

هو السادس من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وكان يعرف بابن البدوية، تسلطن بعد خلع أخيه الملك السعيد محمد، وكان عمره يومئذ سبع سنين ونصف، وكان جلوسه على سرير الملك فى شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وستمائة. وكان القائم بتدبير مملكته الأتابكى قلاوون الألفى فصار يخطب له وللعادل سلامش على المنابر، وضربت السكة باسمه واسم قلاوون لم يكن للعادل سلامش فى السلطنة إلا مجرد الاسم فقط والأمر كله لقلاوون، وكان الأمير بيسرى يشارك قلاوون فى أمور السلطنة لكنه كان مغرما بحب الصيد. ويخرج إلى السرحات أياما والأمير قلاوون يمهد لنفسه فى الباطن وأخذ فى أسباب تقريب المماليك البحرية وأعطاهم الإقطاعات السنية وأرسل عزل النواب عن البلاد الشامية وولى فيها من يثق به وأخذ فى أسباب مسك الأمراء الظاهرية، وكان أكثر الأمراء أيوبية وظاهرية. فلما بلغ مقصوده واستحكم أمره وصفا له الوقت، فخلع العادل من السلطنة وأرسله إلى الكرك وأخيه سيدى خضر معه فأقام بالكرك إلى دولة الملك الأشرف خليل بن قلاوون، فتحيل من سلامش وأخيه خضر فأخرجهما من الكرك وأرسلهما من البحر المالح إلى القسطنطينية فأكرمهما الأشكرى صاحب القسطنطينية


(١) انظر المزيد فى: النهج السديد فيما بعد تاريخ ابن العميد ٤٧١، النجوم الزاهرة ٧/ ٢٨٦، السلوك ١/ ٧٧٦، بدائع الزهور ١/ ١١٤ و ١٢٨.

<<  <   >  >>