كانوا قبلهم وقد أفحشوا فى الأذى وأسرفوا فى القتل، فكان ممن قتل من الأمراء المقدمين فى هذه السنة المذكورة وهم: منادى بك أمير أخور كبير والأمير اينال الخسيف حاجب الحجاب والأمير قانم قرابة السلطان بها ولا قتلوا أولا وقد تقدم سبب قتلهم ثم قتل الأمير قانصوه الشامى وهو فى السجن بثغر الإسكندرية ثم قتل الأمير قانصوه الألفى والأمير كسباى المحتسب والأمير يشبك قمر وذلك لما انكسر الأتابكى قانصوه خمسمائة عند خان يونس بالقرب من غزة، فلما أسروا بها ولا الأمراء قتلوا بالقرب من قطيا وقد تقدم سبب قتلهم وقتل عند خان يونس الأمير ماماى أحد الأمراء المقدمين وقتل هناك الأمير فيروز الزمام وجماعة كبيرة من الأمراء الأربعينات والعشروات والخاصكية. ثم قتل فى هذه الحركة التى وقعت بالقاهرة الأتابكى تمراز والأمير كرتباى أمير أخور كبير والأمير جانم الأجرود ودخل فى القلعة فأقام أياما ومات بخرجه وهو مختفى فكان عدة من قتل من الأمراء المقدمين اثنى عشر أميرا بالأتابكى قانصوه خمسمائة إن صح موته، ومن الأمراء الأربعينات والأمراء العشروات نحو عشرين أميرا، وكانت هذه الواقعة لم يسمع بمثلها فيما تقدم من السنين الماضية.
[ثم دخلت سنة ثلاث وتسعمائة]
فكان مستهلها فى يوم الثلاثاء وافق ذلك يوم النيروز وهو أول السنة القبطية بموجب تحولها إلى السنة العربية وفى ذلك اليوم تولى الشيخ برهان الدين بن الكركى قاضى القضاة الحنفية بمصر عوضا عن الأخميمى وتولى القاضى الشيشينى قاضى قضاة الحنابلة بمصر عوضا عن السعدى الحنبلى وأخلع على الشيخ عبد البر بن الشحنة واستقر شيخ المدرسة الأشرفية مع ما بيده من مشيخة الشيخونية فأقام بها ثلاثة أشهر وأعيدت إلى قاضى القضاة برهان الدين بن الكركى وفيها أخلع على الأمير قانصوه خال السلطان واستقر دوادارا كبيرا عوضا عن الأمير آقبردى الدوادار.
وفى أثناء هذا الشهر: استقر الأمير قانصوه المذكور وزيرا واستادارا كما كان الأمير آقبردى.
وفيها: أخلع على الأمير جان بلاط الدوادار واستقر نائب حلب.
وفيها: أخلع على الأمير كرتباى الأحمر واستقر أمير سلاح عوضا عن الأمير آقبردى فأقام بها مدة واستقر نائب الشام عوضا عن قانصوه اليحياوى وأخلع على الأمير أزبك