للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعصره، وحميت بيوت المزارة، وأقيمت عليها الضرائب الثقيلة، حتى صار يؤخذ منها فى كل يوم ستة عشر دينارا، وحملت أوانى الخمر جهارا من غير إنكاره.

وجاء فى أيامه غلوه والقمح موجود فى الجرون، ومازال الأمر يتزايد منه فى كل يوم، حتى خرج نحو مدينة الفيوم يتصيد فلاح له ظبيا فساق خلفه، فكبا به الفرس، فدخل قربوس السرج فى بطنه، فحمل إلى القاهرة فمات فى عشرين المحرم سنة خمس وتسعين وخمسمائة ودفن عند الإمام الشافعى ، ثم تولى من بعده ابنه محمد.

٣ - ذكر سلطنة الملك المنصور ناصر الدين محمد بن العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب (١)

وهو الثالث من ملوك بنى أيوب بمصر، تسلطن بعد أبيه عثمان فى المحرم سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وكان له من العمر نحو عشرين سنة. وكان المدبر فى مملكته الأمير بهاء الدين قراقوش وهو صاحب حارة بهاء الدين، فلم تطل أيام المنصور محمد، وتغلب عليه أعمامه وجرى له معهم أمور يطول شرحها. وأخر الأمر خلعه عم أبيه من السلطنة وتسلطن بعده عوضا عنه، وسجن المنصور محمد فى دور الحرم بحيث لا يخرج منها ولا يظهر، واستمر على ذلك إلى أن مات.

فكانت مدته بمصر سنة وتسعة أشهر (٢) وخلع من الملك.

٤ - ذكر سلطنة الملك العادل سيف الدين أبى بكر ابن الأمير نجم الدين أيوب بن شادى (٣)

تسلطن بعد خلع ابن أخيه المنصور محمد وتولى الملك فى شوال سنة خمس وتسعين وخمسمائة.


(١) انظر المزيد فى: البداية والنهاية ١٣/ ١٨، بدائع الزهور ١/ ٧٤، السلوك ١/ ١٤٥ - ١٥٣.
(٢) إضافة من الخطط.
(٣) انظر المزيد فى: وفيات الأعيان ٢/ ٤٨، السلوك ١/ ١٥١ - ١٩٤، مرآة الزمان ٨/ ٥٩٤، ذيل الروضتين ١١١، الشرفنامه ٩٦.

<<  <   >  >>