للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودفن فى ليلة الاثنين بعد العشاء فى تربة جدته خوند بركة التى فى التبانة. فكانت مدة سلطنته بمصر خمس سنين وثلاثة أشهر ونصف الشهر، ومات وله من العمر اثنى عشر عاما وأشهر وكان ملكا جميل الصورة كثير المكارم، وافر العقل ثابت الرأس غير عجول فى حركاته، ولما مات تولى بعده أخوه الملك الصالح أمير حاج.

٢٤ - ذكر سلطنة الملك الصالح زين الدين أبو الجود أمير حاجى بن اشرف شعبان بن الأمجد حسين بن محمد بن قلاوون (١)

وهو الرابع والعشرون من ملوك الترك وأولادهم بمصر تسلطن بعد موت أخيه الملك المنصور على فى يوم الاثنين رابع عشرين صفر سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة فتولى الملك وله من العمر إحدى عشرة سنة. ولما مات الملك المنصور على لم يجسر برقوق أن يتسلطن بعده فنصب الملك الصالح هذا فى السلطنة ليس إلا مجرد الاسم فقط والأمر كله للأتابكى برقوق، فحضر الخليفة والقضاة الأربعة ولبس خلعة السلطنة وركب من باب الستارة إلى الإيوان، وجلس على سرير الملك وحلف له الأمراء ومد السماط ودخل إلى القصر الأبلق وتم أمره فى السلطنة.

[ثم دخلت سنة أربع وثمانون وسبعمائة]

فيها: اهتم الأمير جركس خليلى أمير أخور كبير بعمل جسر بين الروضة والجزيرة الوسطى وكان طو - له نحو ثلاثمائة قصبة وعرضه عشر أقصاب، قاد الأمير جركس بنفسه ومماليكه بالقفة والمسحة وركزوا بظاهر هذا جسر خوازيق سنط، كل خازوق ثمانية أذرع، وسمر وعليها أفلاق نخل وانتهى منه العمل فى أقل من شهرين. فلما جاء أوان النيل زاد فى تلك السنة زيادة لم يقع مثلها قط فى الجاهلية ولا فى الإسلام، وهو أنه زاد أصبعين من اثنين وعشرين ذراعا وأقل جسر الذى عمل قبل الوفاء وقيل فيه [أشياء عجيبة] (٢).

ومن الحوادث فى هذه السنة أن الأتابكى برقوق كان نائما وقت الظهر فى الأسطبل السلطانى وكان عنده مملوك يلبسه يسمى شيخ الصفوى فمسك جنب برقوق واتكأ عليه بقوة


(١) ورد له ذكر فى بدائع الزهور ١/ ٢٥٧.
(٢) إضافة من النجوم الزاهرة.

<<  <   >  >>