فيها: جاءت الأخبار بأن ابغا ملك التتار أرسل عساكر عظيمة صحبة أخيه منكوتمر، فلما بلغ السلطان ذلك جهز إليه وجهز العساكر وخرج إلى تلقيه، فلما بلغ السلطان وهو فى أثناء الطريق أن التتار وصلوا إلى حلب ونهبوا أسواقها وحرقوا دورها وقتلوا أهلها ولم يبقوا من الأذى ممكنا، ثم إن التتار لما بلغهم مجئ السلطان رجعوا إلى بلادهم فجاءت الأخبار بذلك، وكان السلطان قد وصل إلى مدينة غزة. فلما بلغه رجوع التتار إلى بلادهم فرجع السلطان أيضا من هناك إلى الديار المصرية. فلما رجع السلطان من هناك جاءت الأخبار بأن التتار رجعوا إلى حلب فخرج السلطان وجد فى السير حتى وصل إلى حلب فنزل على المرج وتقاتلا هو وعسكر التتار هناك، وحصل منهما وقعة عظيمة فتنطر منكوتمر أمير التتار من على فرسه، فلما رأى عسكر مصر ذلك حملوا على التتار حملة واحدة، فكانت النصرة لعسكر مصر فكسروا التتار وهرب منكوتمر، كانت هذه الواقعة من الوقعات المعدودة، وغنموا منهم أشياء كبيرة من سلاح ودواب وغير ذلك. فرجع السلطان إلى الديار المصرية وهو منصور مقيد ابغا ومنكوتمر وهما أولاد هولاكو المقدم ذكره الذى قتل الخليفة المستعصم بالله وجرى ما جرى.
[ثم دخلت سنة ثمانون وستمائة]
فيها: قبض السلطان على جماعة من الأمراء منهم: الأمير بيسرى والأمير بكتوت الشمسى والأمير كشتنغدى وغيرهم من الأمراء من حشداشينه وأخذ فى إنشاء مماليكه.
وفى هذه السنة: تزوج السلطان قلاوون بخوند أشلون بنت الأمير نكاى وهى أم ولده الناصرى محمد.
[ثم دخلت سنة إحدى وثمانون وستمائة]
فيها: ابتدأ السلطان بعمارة القبة والمدرسة والبيمارستان المنصورى التى بين القصرين وانتهى العمل منها فى سنة اثنتين وثمانين وستمائة وقيل كملت عمارتها فى عشرة أشهر.