وهم: الخليفة المتوكل على الله وشيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقينى قيل إنه أدرك دولة الملك الناصر فرج وتوفى بها وهو الأصح وقاضى القضاة الشافعى صدر الدين المناوى ومات أسيرا عند تمرلنك.
والقاضى جمال الدين الملطى الحنفى والقاضى بن الجلال المالكى والقاضى موفق الدين الحنبلى والصاحب فخر الدين بن مكانس والأمير شيخ الصفوى أمير مجلس كان قد توفى بالقدس والخواجا نور الدين بن الحزونى التاجر الكارمى والأمير قجماس النوروزى أحد الأمراء المقدمين والأمير سودون قريب السلطان الذى كان نائب الشام مات أسيرا عند تمرلنك وغيرهم، من أعيان الناس وأكابر العلماء والعقلاء والصلحاء.
٢٨ - ذكر سلطنة الخليفة المستعين بالله أبى العباس بن المتوكل على الله محمد بن المعتضد بالله بن المستكفى بالله بن الإمام الحاكم بأمر الله أحمد (١)
المفضل النسب إلى العباس ﵁، تسلطن بدمشق بعد خلع الناصر فرج بن برقوق فى يوم الاثنين من أوائل شهر صفر سنة خمسة عشرة وثمانمائة. فمن المؤرخين من عده من جملة ملوك مصر، ومنهم من عده من خلفاء أبى العباس، وهذا لم يتفق لخليفة قبله من بنى العباس بمصر قال بعضهم:
خليفتنا حاز الفخار بأسره … وبأسره مجموع كل الناس
ولقد روى الضحاك عن تعزله … والحصر فى الأعضاء عن العباس
وكان سبب سلطنته لما جرد الملك الناصر فرج إلى دمشق بسبب عصيان شيخ ونوروز كما تقدم، فكان الخليفة العباس بصحبته والقضاة الأربعة: فلما انكسر الملك الناصر فرج وخلع، عقد نوروز مجلسا فيمن يولونه السلطنة. فقال: نوروز لشيخ المحمودى لا أنا ولا أنت نتسلطن وأحق ما يتسلطن الخليفة وأكون أنا نائب الشام وأنت يا أمير شيخ أتابك
(١) انظر المزيد فى: تاريخ الخميس ٢/ ٣٨٤، بدائع الزهور ١/ ٣٥٧، الخطط ٢/ ٢٤٢، التبر المسبوك ٢٥، الضوء اللامع ٤/ ١٩.