للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١ - ذكر خلافة العاضد بالله أبى محمد عبد الله بن الحافظ ابن المستنصر بالله العبيدى الفاطمى (١)

بويع بالخلافة فى شهر رجب من سنة خمس وخمسين وخمسمائة بعد وفاة الفائز وهو الحادى عشر من خلفاء بنى عبيد بمصر.

وقيل إن خلفاء بنى عبيد الفاطميين لما تولوا الخلافة بمصر قالوا لبعض العلماء اكتبوا لنا ألقابا تصلح للخلافة حتى إذا تولى منا أحد تلقب بها، فكتب لهم بعض العلماء ألقابا كثيرة آخرها العاضد، فاتفق أن آخر من تولى منهم العاضد، وكان أخر الخلفاء الفاطميين بمصر وبه انقرضت دولة بنى عبيد من مصر.

وكان طلائع بن رزيك وزير الظافر بنصر الله فسار مع الناس أحسن سيرة واستمر فى الوزارة إلى أيام العاضد هذا، فأقام مدة ومات. فلما مات تولى من بعده فى الوزارة شاور بن مجبر السعدى (٢) وهو الذى كان سببا لجراب دولتهم وزوال ملكهم.

قيل إن فى أيام العاضد هذا ملك الفرنج الديار المصرية واستولوا عليها حتى نزلوا عند بركة الحبش بالقرب من مدينة الفسطاط التى كانت بالقرب من جامع عمرو بن العاص وهو اليوم كيمان توجد فيها فى بعض الأحيان الأعمدة الرخام.


(١) انظر المزيد فى: تاريخ ابن خلدون ٤/ ٧٦ و ٨١ - ٨٢، الكامل ١١/ ٩٦ و ١٣٧، النجوم الزاهرة ٥/ ٣٠٧ و ٣٣٤ - ٣٥٧، أتعاظ الحنفا ٢٨٧ - ٢٩٣، وفيات الأعيان ١/ ٢٦٩، بدائع الزهور ١/ ٦٧.
(٢) هو شاور بن مجبر بن نزار السعدى من بنى هوازن أبو شجاع أمير من الولاة، فيه نجابة وفروسية يلقب بأمير الجيوش ولى الصعيد الأعلى بمصر فى أيام العاضد ثم قام بثورة واستولى بها على وزارة مصر بعد أن قتل رزيك بن طلائع سنة ٥٥٧ هـ واتهم بممالاة الأفرنج وأنه استعان بهم على دفع أسد الدين" شير كوه "عن دخول مصر فى أيام العاضد، ودخل شير كوه مصر فاتفق مع العاضد على قتله وعهد إلى صلاح الدين وكان لا يزال قائدا فتولى قتله أمام قبر الإمام الشافعى بالقاهرة سنة ٥٦٤ ج/ ١١٦٩ م.
انظر المزيد فى: وفيات الأعيان ١/ ٢٢٠، الكامل ١١/ ١٢٥، تاريخ ابن خلدون ٤/ ٧٧ - ٧٩، الروضتين ١/ ١٣٠.

<<  <   >  >>