مسك جماعة من الأمراء فقبض على أل الملك نائب السلطنة ثم أفرج عنه وولاه نيابة صفد.
فلما توجه إليها مسك فى أثناء الطريق وأرسله إلى السجن بثغر الإسكندرية. ثم عزل طفردمر من نيابة الشام وولى الأمير يلبغا اليحياوى نائب دمشق، وقبض على الأمير قمازى ثم ولى الأمير اقطاى نيابة السلطنة بمصر، وفعل أشياء كبيرة من هذا النمط.
[ثم دخلت سنة سبع وأربعون وسبعمائة]
فيها: رسم السلطان الملك الكامل بإحضار أخويه حاجى وحسين من قاعات الحرم فتوجه إليهما سرور الزينى فأبيا عن الحضور وقالا: نحن ضعيفان فأرسل إليهما صواب الطولونى الزمام، فدخل إليهما وقال لهما السلطان: يقول لكما احضرا والخير لكما فأبيا عن الحضور وقالا له قل للسلطان يصبر علينا إلى أن نتعافا ونحضران بين يديه. فلما عاد الجواب إلى السلطان بذلك، فغضب على أخويه غضبا شديدا وأرسل خلف الأمير أرغون العلائى زوج أمه وقال له أرسلت خلف أخوى أن يحضرا إلى عندى فأبيا عن الحضور، فلما سمع الأمير أرغون ذلك دخل إلى قاعات الحرم هجما وأخرج حاجى وحسين وأحضرهما إلى عند السلطان فى المسجد المسمى بالردينى الذى داخل دهليز قاعات الحرم فدخلا وأمهاتهما معهما فلما مثلوا بين يده باسوا له الأرض وقالوا: يا مولانا السلطان لا تؤاخذنا كنا ضعفاء.
فقال لهم: تكذبون ما أنتم إلا مخامرون على، فحلف حاجى على ختمة كانت معه أنه ما امتنع عن الحضور إلا كان قد شرب دواء وحلفت أمه مثل ذلك وكشفت رأسها له فلم يقبل ذلك ورسم بإدخال أخويه حاجى وحسين إلى الدهيشة وأمهاتهما معهما ووكل بهما المقدم عنبر السحرتى ومعه عشرة من الخدام فماتوا تلك الليلة فى الدهيشة.
فلما أصبح الصباح عسره مسقطان حجر وحمل جبسا وقصد يبنى على أخويه حائطا فى مكان عمده تحت الدهيشة ويسد عليهما الباب. فلما بلغ الأمراء ذلك ركب الأمير ملكتمر الحجازى والأمير أرغون شاه ولبسا ألة الحرب هما ومماليكهما وتوجهوا إلى قبة القصر فلما بلغ السلطان الملك الكامل بأن الأمراء ركبوا وخامروا عليه فأمر بشد الخيول وفتح الزردخاناة وفرق اللبوس على المماليك وركب ونزل من الأسطبل ودقت الكوسات حربى ومشى إلى السوة ووقف ينتظر من يطلع إليه من الأمراء فلم يطلع إليه أحد من الأمراء سوى زوج أمه الأمير