وهم: الخليفة الحاكم بأمر الله ابن المستكفى بالله توفى سنة أربع وخمسين وسبعمائة، وتوفى أبو حيان المغربى والشيخ زين الدين ابن الوردى من كبار الشافعية والشيخ شمس الدين الذهبى المؤرخ والقاضى شهاب الدين بن فضل الله صاحب كتاب الإنشاء والحافظ ابن قيم الجوزية وابن اللبان الشاعر والشاب الظريف محمد بن العفيف صاحب الشعر اللطيف توفى فى سنة خمس وخمسين وسبعمائة ومن شعره اللطيف:
زرتكم صحبة وودا … وجدتكم مغلقين
سعى إلى بابكم جنون … عليه استاهل الحجابا
ذكر عود الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون
وهى السلطنة الثانية جلس على سرير الملك فى يوم الاثنين ثانى شوال سنة خمس وخمسين وسبعمائة وقد قال القائل:
كأنك شمس والملوك كواكب … إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
فلما تم أمره فى السلطنة صار شيخو وصرغتمش رأس نوبة النواب صاحبى الحل والعقد فى دولته، واستمر الأمر على ذلك إلى أن دخلت سنة ثمان وخمسين وسبعمائة:
فيها: وثب من بعض المماليك السلطانية يسمى قطلوقجاه السلحدار فى يوم موكب على الأمير الكبير شيخو العمرى وهو فى الخدمة بالإيوان فضربه بالسيف على وجهه ورأسه ثلاث ضربات فوقع شيخو إلى الأرض مغشيا عليه. وقام السلطان من مجلسه وهو مرعوب فأمسكوا قطلوقجاه المذكور. فلما سمع مماليك شيخو بذلك طلعوا إلى القلعة وهم لابسين آلة الحرب ومعهم الأمير خليل بن قوصون. وكان الأمير شيخو متزوجا بأم الأمير خليل فلما طلع مماليك الأمير شيخو إلى القلعة وجد مماليكه فى أستاذهم بعض رمق فحملوه فى تابوت وقتل على طارقة خشب ونزلوا به إلى بيته ومماليكه حوله وكان عدتهم سبعمائة مملوك.
فلما استقر فى بيته أحضروا له مزين محبط خراسانه وبات تلك الليلة فلما أصبح نزل إليه السلطان حسن ودخل إلى بيته ونزل عن فرسه ودخل إلى مكان فيه شيخو أو سلم عليه وحلف له أن الذى جرى لم يكن يعلمه ولا له به خبر، ثم رسم السلطان بإحضار قطلوقجاه