السلطان لما دخل إلى حلب أرسل عسكرا خلف منطاش ونعير من العربان وعسكر الشام وأن منطاش ونعير هربا وانكسرا كسرة قوية وتوجها نحو سنجار، وقد انتصر السلطان عليهما.
فلما جاءت الأخبار بذلك إلى القاهرة دقت البشائر بسبب ذلك سبعة أيام ثم بعد مدة جاءت الأخبار من عند السلطان بأنه قبض على يلبغا الناصرى نائب السلطان ومعه جماعة من الأمراء وحبسهم بقلعة حلب وسبب ذلك أن الأمير سالم الدوكارى أمير التركمان أرسل يعرف السلطان بأن يلبغا الناصرى أرسل مطالعة إلى منطاش يقول له بها امض إلى الأمير سالم الدوكارى واستنجد به فما دمت أنت موجود فنحن موجودون، وأرسل سالم الدوكارى كتاب يلبغا الناصرى الذى أرسله إلى منطاش إلى عند السلطان برقوق فلما تحقق السلطان ذلك أرسل طلب سائر الأمراء فلما حضروا أمرهم بالطلوع إلى قلعة حلب فلما طلعوا لطلب السلطان يلبغا الناصرى وقرأ عليهم كتاب يلبغا الناصرى الذى أرسله إلى منطاش ووبخه بالكلام بين الأمراء ثم أمر السلطان بالقبض على يلبغا الناصرى ومعه جماعة من الأمراء ممن كانوا من عصبته وسجنهم بقلعة حلب. فأقاموا أياما ثم أمر بخنقهم فخنقوا فى السجن ودفنوا تحت الليل ثم إن السلطان أخلع على الأمير بطا الدوادار واستقر به نائب دمشق وخلع على الأمير جلبان الكمشعاوى واستقر به نائب حلب وأخلع على الأمير إياس الجرجاوى واستقر به نائب طرابلس وأخلع على الأمير قرادمرداش المحمدى واستقر به نائب حماة ثم إن السلطان قصد التوجه إلى دمشق فدخل إليها فى يوم الاثنين ثالث عشر ذى الحجة فلما دخل إلى دمشق أمر بالقبض على جماعة من الأمراء نحو ثلاثة وعشرين أميرا ممن كانوا من عصبة منطاش ويلبغا الناصرى وأمر بتسميرهم فسمروا على الجمال وطافوا بهم فى دمشق ثم وسطوهم ثم جاءت الأخبار إلى القاهرة بأن السلطان خرج من دمشق ووصل إلى غزة.
[ثم دخلت سنة أربع وتسعون وسبعمائة]
فيها: فى شهر محرم: ثم جاءت الأخبار بأن السلطان وصل إلى قطيا فنودى فى القاهرة بالزينة فلما وصل السلطان إلى بلبيس خرج الناس قاطبة إلى ملتقاه فدخل إلى القاهرة فى يوم الجمعة ثانى المحرم ففرشت له الشقق الحرير من قبة النصر إلى القلعة. فلما طلع إلى القلعة أخلع على سائر الأمراء وأرباب الوظائف وكان يوم دخوله إلى القاهرة يوما مشهودا. فلما استقر السلطان بالديار المصرية أخلع على الجناب الركنى بن