للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مكة، والشيخ صفى الدين أبو الثناء محمود بن جبارة شارح الشاطبية والشيخ الزاهد ياقوت العرشى تلميذ أبى العباس المرسى، والشيخ برهان الدين الجعبرى والشيخ فتح الدين بن سيد الناس والقاضى محيى الدين بن فضل الله كاتب السر الشريف والقاضى جلال الدين القزوينى وغيرهم من أكابر العلماء والصلحاء وأعيان الناس لم نذكرهم هنا خوف الإطالة.

١٣ - ذكر سلطنة الملك المنصور سيف الدين أبى بكر بن الملك الناصر محمد بن قلاوون (١)

وهو أول من تسلطن من أولاد الناصر محمد، جلس على سرير الملك بعد موت أبيه الناصر فى يوم الخميس حادى عشرين ذى الحجة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، وهو الثالث عشر من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، تولى الملك بعهد من أبيه، وكان فى أولاده من هو أكبر منه ولكن الملك الناصر اختار تقديم هذا على إخوته، فلما تم أمره فى السلطنة استقر بالأمير قوصون أتابك العساكر واستقر بالأمير قطز دمر نائب السلطنة، وكان المتكلم فى أمر دولته الأمير طاجار الدوادار فاتفق مع السلطان على مسك الأتابكى قوصون، فوهج السلطان وأفشى سره لبعض الخاصكية وكان عنده حقه، فنقل ذلك المجلس ممن كان حاضرا عند السلطان لما فشى سره بينهم إلى الأتابكى قوصون وأخبره بما وقع كما قيل.

إذ المرء أفشى سره بلسانه … ولام عليه غيره فهو أحمق

إذا ضاق صدر المرء من سر نفسه … فصدر الذى يستودع السر أضيق

فما بلغ قوصون ذلك اتفق مع الأمير ايدعمش أمير أخور كبير وجماعة من الأمراء على خلع الملك المنصور أبى بكر. فلما كان يوم الموكب امتنع الأتابكى قوصون عن الحضور إلى الخدمة، فاضطربت الأحوال فى ذلك اليوم. ثم إن قوصون طلع إلى القلعة على حين غفلة وقبض على الملك المنصور وأرسله إلى قوص ومعه أخويه يوسف ورمضان. فكانت مدة سلطنة الملك المنصور أبى بكر ثلاثة أشهر، وخلع فى شهر صفر سنة اثنتين وأربعين [وسبعمائة]. ثم إن قوصون ولى أخاه كجك وقبض على الأمير طاجار الدوادار والأمير بشتاك وأرسلهما إلى السجن بثغر الإسكندرية، ثم قبض على جماعة من الأمراء غيرهم.


(١) انظر المزيد: بدائع الزهور ١/ ١٧٦، السلوك ٢/ ٤٦٢، البداية والنهاية ١٤/ ١٩٠ - ١٩١، النجوم الزاهرة ١٠/ ٣٠.

<<  <   >  >>