للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالسلطنة إلى ولده المقر الناصر محمد وجعل الأتابكى جانى بك الصوفى وصى على ولده ومدبر مملكته فلم يتم له هذا الأمر.

٣٢ - ذكر سلطنة الملك الصالح ناصر الدين محمد بن أبى السعادات ابن الملك الظاهر ططر (١)

تسلطن بعد موت أبيه فى يوم الأحد رابع ذى الحجة سنة أربع وعشرين وثمانمائة وتسلطن وله من العمر نحو إحدى عشرة سنة، وهو الحادى والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو السابع من أولاد الجراكسة. فلما تم أمره فى السلطنة صار الأتابكى جانى بك الصوفى مدبر المملكة وصاحب الحل والعقد فوقع بينه وبين الأمير برسباى الدقماقى الدوادار الكبير والأمير طراباى الظاهرى حاجب الحجاب فوثبوا على الأتابكى جانى بك الصوفى فى يوم عيد النحر فى السنة المذكورة فاتقع معهم الأتابكى جانى بك فانكسر جانى بك الصوفى وقبض عليه برسباى فى ذلك اليوم وأرسله إلى السجن بثغر الإسكندرية، وصار الأمير برسباى هو المتكلم فى المملكة ثم وقع بينه وبين الأمير طراباى حاجب الحجاب فقبض عليه برسباى وأرسله إلى السجن بثغر الإسكندرية فعند ذلك قويت شوكة برسباى وانحصرت الكلمة فيه، فتعصب له جماعة من الأمراء والمماليك السلطانية وخلعوا الملك الصالح محمد بن ططر بمصر ثلاثة أشهر وأربعة عشر يوم، ليس له فى السلطنة إلا مجرد الاسم فقط. ولما خلع من السلطنة دخل إلى دور الحكم عنه أمه خوند بنت سودون الفقيه، واستمر على ذلك وهو مقيم بالقلعة وزوجه الملك الأشرف برسباى بنت الأتابكى يشبك الأعرج وكان يركب فى بعض الأحيان وينزل إلى القاهرة مع المقر الناصرى محمد بن الأشرف برسباى، وتوفى فى حياة والده واستمر ابن ططر على ذلك حتى توفى وهو بالقلعة فى سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة فى الفضل الذى جاء فى أيام الأشرف برسباى وتوفى فى ليلة الخميس ثانى عشرين جمادى الآخرة، مات وله من العمر نحو عشرين سنة وكان عنده بعض تبهلله فكان يسمى الفرس "البوز" الفرس الأبيض وقال له بعض خدامه "لا تقل الفرس الأبيض، وقل الفرس البوز" فحفظ منه ذلك


(١) انظر المزيد فى: بدائع الزهور ٢/ ١٣، الضوء اللامع ٧/ ٢٧٤

<<  <   >  >>