للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أن مات فى أواخر دولة الملك الأشرف أينال ودفن فى تربته التى فى الصحراء، انتهت أخبار الملك المؤيد أحمد بن الأشرف أحمد على سبيل الاختصار من ذلك.

٣٩ - ذكر سلطنة الملك الظاهر أبى سعيد سيف الدين خشقدم الناصرى المؤيدى (١)

وهو الثامن والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو أول ملوك الروم.

بمصر إن لم يكن أيبك التركمانى من الروم ولا لاجين من الروم، فهو أولهم. وأصله رومى الجنس جلبه الخواجا ناصر الدين وبه كان يعرف بالناصرى فاشتراه منه الملك المؤيد شيخ وصار خاصكيا فى دولة ابنه الملك المظفر أحمد، ودام على ذلك دهرا طويلا إلى أن تسلطن الملك الظاهر جقمق، فأمره أمرية عشرة وذلك فى سنة ست وأربعين وثمانمائة، وجعله من جملة رءوس النواب، واستمر على ذلك إلى سنة خمسين وثمانمائة فنقله الملك الظاهر إلى مقدمة ألف بدمشق فدام بها إلى أن يعين السلطان الملك الظاهر على الأمير تانى بك الظاهرى حاجب الحجاب بسبب عبد قاسم الكاشف الذى كان قد اشتهر بالصلاح فلما خرج الأمير تانى بك إلى دمياط بطالا فسعى القاضى زين الدين أبو الخير بن النحاس وكيل بيت المال هو والأمير تمربغا الدوادار الثانى إلى الأمير خشقدم حتى يحضر من دمشق فأنعم عليه الملك الظاهر بتقدمة ألف التى كانت بيد الأمير تانى بك حاجب الحجاب وذلك فى صفر سنة أربع وستين وثمانمائة فقام على ذلك إلى أن مات الملك الظاهر جقمق وتسلطن أينال فأخلع عليه واستقر به أمير سلاح وسافر فى أيامه باش العسكر إلى تجريدة بن قرمان فلما رجع منها ومات الأشرف أينال وتسلطن ولده الملك المؤيد أحمد فى سنة خمس وستين وثمانمائة استقر بالأمير خشقدم أتابك العساكر عوضا عن نفسه فلما وثب المماليك على الملك المؤيد فى شهر رمضان وانكسر فتسلطن الأتابكى خشقدم وخلع الملك المؤيد من السلطنة وذلك فى يوم الأحد سابع عشر شهر رمضان من سنة خمس وستين وذلك بعد الظهر من اليوم المذكور، فلبس خلعة السلطنة من الحراقة التى بالأسطبل السلطانى، وركب من هناك وحمل القبة والطير على رأسه المقر السيفى جرباش المحمدى المعروف بكرت أمير سلاح


(١) انظر المزيد فى: حوادث الدهور ٣/ ٥٥٤ - ٦٥٧، تاريخ المماليك ١٥١

<<  <   >  >>