للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سوار قد سبكناه ابتداء … وأنت بناره للسبك خاتم

[ثم دخلت سنة ثمانون وثمانمائة]

فيها: جاءت الأخبار بأن حسن بك الطويل قد مات وتولى بعده ابنه يعقوب بك، وكان حسن بك الطويل قصده العود إلى محاربة عسكر فأخذه الله تعالى.

[ثم دخلت سنة إحدى وثمانون]

فيها: دخل الوباء إلى الديار المصرية ومات فيه جماعة كبيرة من المماليك والعبيد والجوارى والأطفال ومات عقيبه الأمير أينال الأشقر أمير سلاح وتولى الأمير جانى بك الفقيه أمير سلاح وأقام الفصل بالديار المصرية نحو أربعة شهور عمال، وفى ذلك يقول الشهابى المنصورى:

لهفى على مصر وولدانها … أضحوا إلى الموت يساقونا

ما نشر الفصل سهام الردى … عليهم إلا طواعينا

[ثم دخلت سنة اثنتان وثمانون]

فيها: خرج السلطان على حين غفلة من الناس وسافر إلى نحو البلاد الشامية ولم يعلم أحدا من الناس بسفره وكان معه من الأمراء الأمير ناقى بك قرا وكان يومئذ دوادارا ثانيا وكان معه من المباشرين القاضى أبو البقاء بن الجيعان، وكان معه من الخاصكية نحو خمسين إنسانا، وكان جميع الأمراء المقدمين مقيمين بالقاهرة والخليفة والقضاة الأربعة وجميع العسكر فاستطرد السلطان فى هذه السفرة إلى أن وصل إلى بحر الفرات، وكشف على القلاع والنواب وأخذ تقاديهم وهداياتهم وأقام بحلب أياما ثم توجه إلى دمشق فمرض فى أثناء الطريق واشتد به المرض وأشيع فى القاهرة بموته واضطربت أحوال الديار المصرية بسبب ذلك وكثر الكلام بين الأمراء وكان الأتابكى أزبك والأمير يشبك الدوادار فى مصر أرباب الحل والعقد والكلمة مجتمعة فيهما، ثم بعد مدة يسيرة جاءت الأخبار بأن السلطان قد شفى من ذلك المرض، ثم إن السلطان أرسل عدة منالات سريعة على يد خاصكى يسمى برد بك سكر إلى سائر الأمراء واعيان الناس والخليفة والقضاة الأربعة بأن السلطان قد شفى من ذلك العارض وهو قاصد نحو الديار المصرية، ففرح الناس

<<  <   >  >>