للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١ - ذكر سلطنة الملك المنصور حسام الدين لاجين بن عبد الله المنصورى (١)

وهو الحادى عشر من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وأصله من مماليك قلاوون وتسلطن بعد خلع العادل كتبغا فى وادى الفحمة وتلقب بالملك المنصور وذلك فى شهر المحرم سنة خمس وتسعين وستمائة.

فلما تسلطن هناك توجه إلى نحو الديار المصرية فدخلها، وقد زينت له وطلع إلى القلعة فلما استقام أمره فى السلطنة استقر بالأمير قراسنقر المنصورى فى نيابة السلطنة، فأقام بها مدة يسيرة ثم قبض عليه واستقر بمملوكه منكوتمر فى النيابة بالديار المصرية، ثم استقر بالأمير سنقر الأعسر وزيرا، ثم أرسل بالإفراج عن أولاد الظاهر بيبرس البندقدارى من القسطنطينية فحضروا إلى الديار المصرية، وكان سلامش مات هناك فأحضره وهو ميت إلى مصر فدفن بالقرافة الصغرى. وأما أخوه سيدى خضر فأنه دخل إلى مصر وأقام بها مدة ثم طلب من السلطان دستورا بأن يسافر إلى الحجاز الشريف فأعطاه دستورا فسافر إلى الحجاز ثم رجع إلى مصر فأقام بها إلى أن مات.

وفى هذه السنة: أمر السلطان لاجين بعمارة جامع أحمد بن طولون، وكان هذا الجامع قد أقام مائة وسبعين سنة خرابا وهو بغير سقوف. وسبب عمارته أن السلطان لاجين لما قتل الأشرف خليل كان من جملة من تواطأ على قتله.

فلما قتل الأمير بيدرا وتولى محمد بن قلاوون فاختفى لاجين فى مئذنة جامع ابن طولون مدة طويلة ونذر على نفسه أن نجا من هذه الشدة يعمر الجامع، فلما أعطاه الله السلطنة أمر بعمارته وذلك فى شهر المحرم سنة سبع وتسعين وستمائة ورتب له أوقافا وقرر به وقفا على دكة تكون بسطح الجامع فى مكان مخصوص لتحرير الوقت برسم المؤذنين وهو إلى الآن باق.

[وفى هذه السنة هى سنة خمس وتسعون وستمائة]

فيها: راك السلطان حسام الدين لاجين البلاد المصرية وهو الروك الحسامى وكان ابتداؤه فى سادس جمادى الأول سنة ست وتسعين وستمائة فشرعوا فى


(١) انظر المزيد فى: السلوك ١/ ٨٢٠ - ٨٦٥، النجوم الزاهرة ٨/ ٨٥، بدائع الزهور ١/ ١٣٦.

<<  <   >  >>