للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألف ألف دينار وذلك خارجا عن البرك والقماش والمماليك وما وجد فى الحواصل من الأصناف وغير ذلك من التحف والجواهر ما لا ينحصر فكان كما قال القائل فى المعنى:

وأعلم بأنك ما قدمت من عمل … فحصى عليك وما خلفت موروث

ولما كان يوم السبت وهو أخر يوم من شهر رمضان: فيه جاءت الأخبار بأن عرب غزالة نهبوا بعض ضياع من الغربية فمشى عليهم الكاشف فهربوا وعدوا من البحر وطلعوا من الشرقية ثم توجهوا من وراء الجبل الأحمر ونزلوا فى المعيصرة وهى اسم بلد. فلما بلغ السلطان ذلك فعين لهم الأمير قانصوه البرجى أمير مجلس والأمير قرقماس رأس نوبة النواب والأمير قنب الرحبى حاجب الحجاب والأمير سيباى احد الأمراء المقدمين والأمير طراباى الدوادار الثانى وغير ذلك من الأمراء الأربعينات والعشروات فخرجوا إليهم فى ليلة عيد الفطر فلما كان يوم العيد آخر النهار جاءت الأخبار من المعيصرة بأن العسكر والأمراء قد انكسروا من العرب كسرة قوية وقتل من المماليك السلطانية ومماليك الأمراء نحو خمسين مملوكا ومن الغلمان والعبيد جماعة كبيرة ونهب العرب جميع تركهم، وخرج من الأمراء جماعة كثيرة منهم الأمير قرقماش رأس نوبة النواب والأمير طراباى الدوادار الثانى وغيرهما من الأمراء.

فلما جاءت هذه الأخبار يوم العيد ماجت القاهرة واضطربت ونادى السلطان للعسكر قاطبة بالخروج إلى العرب فى ذلك اليوم فخرج جميع العسكر على وجوههم وهم لابسين آلة الحرب.

فلما كان ثانى العيد جاءوا بجماعة من العسكر الذين قتلوا هناك فى مراكب فصاروا يحملون كل اثنين فى تابوت ويحضروهم إلى بيوتهم وحضر الأمير طراباى وهو مجروح جرح بالغ وكذلك بقية الأمراء وقد نهبت جميع تركهم وقماشهم، وصارت فى المدينة صعقات مثل أيام الفصول وسبب ذلك أن الترك استخفوا بالعرب فأمكن لهم العرب كمينا فخرجوا من ورائهم وانكسروا بهذه الكسرة. وكانت هذه الحادثة لم يشيع بمثلها وقد ذهبت حرمة المملكة وتبهدلت الترك وفى ذلك أقول مضمنا.

ألا قولوا لعرب قد تجروا … على حرب فهل يخشوا عقيبه

سهام مليكنا أضحت نفوذا … ونرجو أن تكون لكم مصيبة

<<  <   >  >>