للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أحرق البيوت التى خلف السور ونهب حارات المدينة وضياعها. وكان المقر السيفى جان بلاط نائب حلب فحصن المدينة وقاتل الأمير آقبردى أشد القتال تعصب أهل حلب على الأمير آقبردى وأرموا عليه بالنشاب من أعلا السور وقتلوا منهم جماعة.

فلما بلغ السلطان الملك الظاهر قانصوه هذه الأخبار فعين تجريدة للأمير آقبردى وعين بها من الأمراء: الأمير تانى بك الجمالى أمير سلاح والأمير قانى باى الرماح أمير أخور كبير والأمير سودون العجيمى والأمير يلباى المؤيدى وجماعة من الأمراء العشراوات والمماليك السلطانية وخرجوا من القاهرة فى يوم الاثنين عاشر جمادى الأول فى السنة المذكورة.

فلما وصلوا إلى حلب وجدوا العليق والبقسماط عاليا وما يوجد فتقلب العسكر من ذلك وأرسلوا يطلبون من السلطان نفقة ثانية للعسكر، فعين السلطان الأمير ماماى الصغير حاجب ثانى وعلى يده نفقة ثانية للعسكر، وخرج فى ثانى جمادى الأخر وفى هذا الشهر فى سادس عشرينه قتل الأمير قنبك أبو شامة وكان من عصبة الأمير آقبردى الدوادار وكان مختفيا من حين انكسر الأمير آقبردى فعثر عليه فى مكان بالقرب من حارة زويلة وهجموا عليه وقطعوه بالسيوف.

ولما كان يوم الجمعة رابع شهر رجب توجه المقر السيفى طومان باى الدوادار الكبير إلى نحو بلاد الصعيد بسبب إصلاح الوجه القبلى، وكان شيخ العرب الزينى حميد من أولاد ابن عمر قد أظهر العصيان فلما قاتل الأمير طومان باى قبض عليه وقطع رأسه وأرسله إلى القاهرة فعلق على باب زويلة وذلك فى ثانى عشرين شهر شعبان.

وفى هذا الشهر حضر الأمير خاير بك أخو الأمير قانصوه البرجى أمير مجلس وكان الملك الناصر أرسله إلى ابن عثمان وصحبته تقدمة عظيمة. فلما وصل إلى ابن عثمان أكرمه وقبل منه الهدية، وقيل إنه فرح بتولية الملك الناصر لكونه أنه ابن باش مثله واسمه محمد ثم بلغه بعد ذلك قتله فقيل حنق عليه ذلك ولام مماليك أبيه فيما فعلوا من قبله، وأشاعوا فى القاهرة بأنه يقصد التحرك إلى نحو البلاد السلطانية ثم سكن هذا الأمر.

وفيها فى يوم الاثنين حادى عشر شهر رمضان تولى القاضى بهاى الدين ابن قدامه قاضى قضاة الحنابلة بمصر عوضا عن القاضى الشيشينى الحنبلى فأقام بها شهرا وأربعة أيام، ثم أعيد القاضى الشيشينى إلى وظيفته واستقر القاضى بهاى الدين بن قدامه قاضى قضاة الحنابلة بدمشق.

<<  <   >  >>